تنظم قنصلية الجزائر بنيس وإمارة موناكو التابعة لمقاطعة الألب البحري جنوب شرق فرنسا تجمعاً بمدينة تولون لفائدة الجالية الجزائرية المقيمة بالإقليم والمحافظات التابعة له يوم الفاتح من نوفمبر المقبل احتفالا بالذكرى ال 58 لاندلاع الثورة التحريرية، ويهدف اللقاء الذي سيعرف حضور شخصيات ثورية وفنية إلى حفظ الذاكرة التاريخية والتعريف بتاريخ الثورة المجيدة للجيل الصاعد من أبناء الجزائريين المقيمين في فرنسا الذين لم يعيشوا هذه الفترة. وأكدت مصادر من قنصلية الجزائر بنيس ل« المساء” أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة نشاطاتها الرامية إلى تخليد تاريخ الجزائر المعاصر خاصة تاريخ الثورة التي تعد أعظم ثورة في العالم، لتمكين الجالية الجزائرية في ديار الغربة من معرفة تاريخ أجدادها وأبنائها، خاصة بالنسبة للجيل الجديد الذي لم يكن له الحظ لدراسة تاريخ هذه الثورة. كما سيكون اللقاء فرصة لتقديم شهادات من عايشوا الحدث من المجاهدين والمتعاونين الذين شاركوا من قريب أو من بعيد في مد يد المساعدة للثورة والمقيمين حاليا في فرنسا. وكشفت ذات المصادر في لقائها معنا عن تنظيم عدة تظاهرات من ندوات تاريخية، وغيرها من التظاهرات الفنية والرياضية بهذه المناسبة، منها تنشيط دورة رياضية في كرة القدم في مدينة “مانوسك” الواقعة على بعد 250 كيلومتراً من مدينة نيس يوم العاشر نوفمبر القادم في إطار الاحتفالات باندلاع الثورة. وينشط هذه الدورة لرياضة كرة القدم فريقان من أشبال مولودية الجزائر وقسنطينة وفريق من أشبال الجالية الجزائرية المقيمة بإقليم الألب البحري. ويبقى الهدف من هذه التظاهرة الرياضية ربط جسور التواصل بين أطفال الجزائر في ضفتي المتوسط، وجعل أبناء الجالية في تواصل مستمر مع وطنهم الأم في مختلف المجالات بما فيها الرياضية. وستتوج هذه الدورة التي ستشرف عليها القنصلية بمنح جوائز تكريمية وميداليات شرفية لتشجيع الفائزين والمشاركين في الدورة. وتجدر الإشارة إلى أن قنصلية الجزائر بنيس وإمارة موناكو سطرت برنامجاً ثرياً للاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر لا يزال مستمراً إلى غاية اليوم وذلك منذ انطلاق فعاليته في الخامس جويلية الماضي. وقد أشرفت القنصلية في إطار هذه الاحتفالات على توزيع جوائز رمزية لأطفال الجالية منها قرص مضغوط يحتوي على عدة تفاصيل تخص تاريخ الجزائر المعاصر من 1830 إلى غاية الاستقلال سنة 1962. وكان هؤلاء الأطفال قد أنجزوا رسومات تعبر عن تاريخ الثورة واستقلال الجزائر في إطار مسابقة نظمتها لاختيار أحسن الصور والرسومات، علماً أن هؤلاء الأطفال البالغ عددهم 30 طفلاً يزاولون دروساً باللغة العربية بالقنصلية خلال أيام العطلة لإتقان العربية وتعلم الكتابة والقراءة بلغة وطنهم الذي عين بعثة من الأساتذة من الجزائر لتعليم وتدريس اللغة العربية بفرنسا. كما قامت القنصلية بإحياء عدة لقاءات مع مجاهدين وسهرات فنية لفائدة الجالية الجزائرية في مدينة “كان” وغيرها من معارض الفن التشكيلي بمدينة الشمس الجميلة “بو سولاي” وجامعة صوفيا أونتيبوليس التي تضم عدداً كبيراً من الطلبة الجزائريين والأجانب، والذين يمكنهم الإطلاع على تاريخ الجزائر من خلال هذه المعارض التي لا زالت قائمة إلى حد الآن لفنانين من أصول جزائرية مقيمين بالمنطقة أبدعوا في رسم لوحات مخلدة لأهم المقاومات الشعبية والمعارك الثورية التي قام بها الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.