من المقرر أن يختتم كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، اليوم، زيارته إلى مخيمات اللاجئين، التي دامت أربعة أيام بإجراء مباحثات مع الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز. وأجرى روس، الذي وصل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين قادما من مدينة العيونالمحتلة وزار منطقة تيفاريتي المحررة عدة لقاءات جمعته بقيادات سياسية وعسكرية صحراوية وبعض ممثلي فعاليات المجتمع المدني. واستهل الموفد الأممي جلسات عمله بعقد لقاء مع امحمد خداد، المنسق الصحراوي مع بعثة “المينورسو”، تمحور حول مسار التسوية الأممي لقضية الصحراء الغربية وسبل الوصول إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. كما عقد لقاء ثانيا مع إبراهيم أحمد محمود، كاتب الدولة للأمن والتوثيق، الذي أكد لروس أن “كل انسداد للأفق لن يزيد الصحراويين إلا تمسكا بقضيتهم وإصرارا على انتزاعها بكل الوسائل المتاحة من انتفاضة سلمية وكفاح مسلح”. كما أجرى سلسلة لقاءات بعدد من ممثلي المجتمع المدني إضافة إلى لقائه رئيس المجلس الدستوري الصحراوي والمجلس الأعلى للقضاء، حيث تمحور النقاش حول “الضرورة الملحة” لتوسع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والتقرير عنها. تزامنا مع ذلك، نددت مؤسسة روبرت كينيدي لحقوق الإنسان الأمريكية بشدة بعمليات القمع الوحشي التي تعرض لها متظاهرون صحراويون مسالمون أرادوا إسماع صوتهم للمبعوث الخاص للأمين العام الأممي لدى وجوده بمدينة العيونالمحتلة فوجدوا مطرقة قوات الاحتلال المغربية في استقبالهم. وأعطت مارسيلا غونسالفس مارغورين، مسؤولة في المؤسسة الحقوقية، مثالا حيا على انتهاكات حقوق الإنسان المقترفة من قبل المحتل المغربي في حق النشطاء الصحراويين وفي مقدمتهم أميناتو حيدر، التي تعرضت للضرب المبرح، حيث تم طرحها أرضا وتهديدها باستخدام السلاح الأبيض من قبل عناصر الشرطة المغربية وذلك لدى عودتها إلى منزلها مباشرة بعد لقائها كريستوفر روس بمدنية العيونالمحتلة. وتأسف المركز الحقوقي الأمريكي، الذي جاء تصريحه مرفوقا بتسجيل مصور للاعتداء، الذي لحق نساء صحراويات أخريات لأعمال القمع الممارسة ضد “ضحايا العنف المباشر ووحشية الأمن الخاضع لأوامر الحكومة المغربية ضد الشعب الصحراوي”. وأكدت كيري كينيدي، رئيسة المركز الحقوقي، أن “تواصل العنف ضد الصحراويين خلال زيارة روس يبرز ضرورة إقامة نقاش عالمي حول مصير الصحراويين”، وقالت إن “الحكومة المغربية تعتبر أن المجتمع الدولي لن يحملها مسؤولية هذه الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، لذا علينا أن نثبت أنها على خطأ”. كما ذكرت أن الشعب الصحراوي يعاني منذ أربعة عقود “من التعذيب والحبس التعسفي وعمليات الإبعاد القسرية والانتهاكات المتعددة لحقوق الإنسان، في الوقت الذي تفتقر فيه بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية “مينورسو” إلى تفويض يخول لها مراقبة حقوق الإنسان للتبليغ عن هذه الانتهاكات”. من جهته، أكد سانتياغو كانتون مدير الشركاء من أجل حقوق الإنسان لمركز كينيدي أنه “من غير المقبول رغم الدلائل، التي تبرهن على العنف، الذي يعاني منه الصحراويون أن تستمر المجموعة الدولية في رفض إدراج تفويض مراقبة حقوق الإنسان داخل المينورسو”. وللرد على القمع الذي تمارسه الحكومة المغربية في الصحراء الغربية، أطلق مركز كينيدي -مؤخرا- عريضة تلتمس من الرئيس الأمريكي باراك أوباما المطالبة بتوسع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان. وكان مركز كينيدي قد أعد تقريرا بعد الزيارة التي قام بها إلى الأراضي المحتلة أدان فيه بشدة انتهاكات المغرب لحقوق الإنسان للصحراوي.