جددت حركة عدم الانحياز موقفها الثابت في دعم الشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه المشروع في تقرير مصيره وفق مبادئ الشرعية الدولية. وتضمنت الوثيقة النهائية التي رفعها مجلس وزراء خارجية الحركة في ختام أشغال اجتماعه الأربعاء بالعاصمة الإيرانية طهران إلى القمة "عدة فقرات هامة تخص قضية الشعب الصحراوي العادلة"، حيث أكدت مواقفها السابقة ودعمت توصيات وقرارات الأممالمتحدة المتعلقة بكفاح الشعب الصحراوي وبالنزاع الصحراوي-المغربي. وألحت الحركة على ضرورة تمتع شعب الصحراء الغربية بحقه في الحرية وتقرير المصير وفق المبادئ والأهداف المتضمنة في ميثاق الأممالمتحدة والتوصية رقم 1514 للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادرة بتاريخ 14 ديسمبر 1960 والتي تنص على منح الاستقلال للشعوب والأقاليم المستعمرة. وشددت -في نفس السياق- على أن كل الخيارات المطروحة للتسوية يجب أن تحترم التعبير الحر لتطلعات هذا الشعب مما يعني المرور حتما باستفتاء تقرير المصير كتسوية للنزاع الصحراوي. واستعرضت حركة عدم الانحياز المسار التفاوضي، مطالبة بتسريع وتيرته، كما عبرت -في نفس الوقت- عن دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس، مشددة على "مسؤولية" الأممالمتحدة تجاه الشعب الصحراوي. وشارك وفد صحراوي في أشغال المجلس الوزاري لحركة عدم الانحياز بقيادة محمد يسلم بيسط عضو الأمانة الوطنية والوزير المنتدب بشؤون أمريكا اللاتينية. وكان الاجتماع فرصة للوفد الصحراوي لإجراء العديد من اللقاءات الثنائية بالوزراء ورؤساء الوفود المشاركة لإطلاعهم على آخر تطورات كفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة. بالتزامن مع ذلك، أنهت بعثة المركز الأمريكي "روبرت كينيدي" للعدالة وحقوق الإنسان برئاسة كيري كينيدي مساء الأربعاء الأخير زيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين كانت تهدف لتقييم وضعية حقوق الإنسان ودور بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية لتنظيم استفتاء "المينورسو" وذلك بعد زيارة إلى العيون عاصمة الصحراء الغربيةالمحتلة. ووصفت كيري كينيدي رئيسة المنظمة الحقوقية الأمريكية تنظيم الحياة في هذه المخيمات ب "المتميز"، حيث قالت إثر لقاء مع ممثلي المجتمع المدني الصحراوي "لقد زرت عدة مخيمات للاجئين عبر العالم لكن تنظيم الحياة في مخيمات اللاجئين الصحراويين يعد متميزا". وأعربت عن إعجابها بالكفاح السلمي الذي يخوضه الشعب الصحراوي من أجل حقه في تقرير المصير، مؤكدة أنها ستعرف بالقضية الصحراوية في كافة البلدان التي ستزورها وكذلك على مستوى المنظمات التي تتعاون مع مؤسستها، كما عبرت عن "امتنانها" للاستقبال الحار الذي خصه الصحراويون بأعضاء وفدها. واستمع أعضاء الوفد خلال الاجتماع باهتمام كبير لمداخلات ممثلي منظمات عائلات المعتقلين والمفقودين وضحايا الألغام المضادة للأشخاص التي وضعها المحتل المغربي، خاصة على طول الجدار الذي يقسم التراب الصحراوي إلى قسمين. كما تناول الكلمة ممثلون عن منظمات الصحفيين والعمال خلال اللقاء فيما قدمت قاضية عرضا مفصلا عن المنظومة القضائية الصحراوية. وكان الوفد الحقوقي الأمريكي قد زار مركزا مخصصا لسجناء الحق العام وآخر لإعادة التربية مخصص للأحداث، حيث اطلع أعضاء الوفد على ظروف الاعتقال. وأكدت مارسيلا غونسالفس مارجرين المديرة القانونية بمؤسسة روبرت كينيدي وأحد أعضاء الوفد أن هذا الأخير "تمكن من رؤية كل ما كان يريد أن يراه"، مضيفة "لقد تم فتح كل الأبواب أمام الوفد". وفي ختام الزيارة استقبل الوفد من قبل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز بحضور مسؤولين صحراويين سامين. وكان الوفد الحقوقي قد زار المناطق المحتلة من الصحراء الغربية والتقى خلالها بجمعيات صحراوية لحقوق الإنسان، وسيقوم إثر زيارته إلى الصحراء الغربية بإعداد تقرير مفصل عن وضعية حقوق الإنسان سيتم نشره في أقرب وقت ممكن.