أجمع سكان بلدية الجزائر الوسطى، لاسيما جميعات لجان الأحياء، على التوجه نحو صناديق الانتخاب يوم 29 نوفمبر القادم، مبدين في نفس الوقت استجابتهم لنداء الواجب، معبرين عن ارتياحهم للدور الذي لعبوه خلال عهدة كاملة في إيصال انشغالات المواطنين للمسؤولين المحليين والتوصل لحلها، بمساهمة من الهيئات الناخبة التي منحتهم كل التسهيلات لأداء مهمتهم، ومن خلال هذا الاستطلاع، اكتشفنا مدى إصرار المواطنين على الانتخاب في هذه المحليات، لما وجدوه من تنوع في قائمة الترشح التي تحتوي على عدد كبير من لجان الأحياء وأبناء البلدية، مؤكدين أنهم اعترفوا بالخطأ الفادح الذي ارتكبوه سابقا عندما عزفوا عن أداء واجبهم الوطني. كانت جولتنا الاستطلاعية من بلدية الجزائر الوسطى، وهي البلدية الوحيدة بالعاصمة التي تشهد فيها الحركة الجمعوية نشاطا وتنظيما محكمين، ذلك لأنها تتوفر على 23 حيا، كل حي يمثله رئيس يعمل على خدمة المواطن وتفعيل التنمية من خلال تواصله مع المسؤولين المحليين الذين لم يتأخروا بأي شكل من الأشكال في مدّ يد العون لهم، والتوصل إلى إيجاد الحلول لمختلف النقائص. وبشأن المشاركة في الانتخابات المحلية، أكد رئيس حي أحمد شايب المعروف بحي طنجة (سابقا)، أنه لم يخرج أبدا للانتخاب سابقا، بسبب ما كان يحدث من لبس في قوائم الترشيح التي كانت تحمل وجوها غريبة عن البلدية، ولكن يضيف المتحدث؛ فإن مشروع التشاور الذي اعتمدته الدولة منذ 2011 جعل المواطن ينسجم معه ويلتمس صدق النية الحسنة للدولة في تعاملها مع المواطن، من خلال إقحامه في المجالس الشعبية البلدية وإعلام المواطن بكل صغيرة وكبيرة فيما يخص البرامج التنموية، وهو الأمر الذي حسن من وضعية العمل الانتخابي أيضا، على غرار قائمة الترشح الحالية التي تضم أكثر من 10 لجان أحياء بالبلدية، وتحمل مترشحين كان للجان الأحياء الفضل في اختيارهم، ولهذا يضيف السيد حجاج رضا (رئيس جمعية حي)، أنه يعتبر هذه الانتخابات مهمة جدا، ذلك أنها جاءت حسب رأيه بعد سلسلة من التواصل مع المنتخبين، وكانت الفرصة متاحة عن قرب في العمل والتعاون مع الإطارات بالبلدية، حيث أثمرت جهود التعاون في حل بعض مشاكل مواطني الحي قائلا؛ إن جمعيتهم توصلت إلى إقناع المسؤولين المحليين ببرنامج عملنا القاضي بخدمة المواطن، عكس ما كانت تعتمده لجان الأحياء السابقة التي كانت تسير عكس التيار، وهو ما دفعنا للسهر على سيرورة نجاح هذه الانتخابات المحلية التي تساهم بالقدر الكبير في بناء الفرد والمجتمع. من جهته رئيس جمعية حي عبان رمضان وحي زيغوت يوسف في نفس الوقت، السيد صالح دهاش، اعتبر الانتخابات المحلية بصفة عامة فرصة لإقرار التغيير وفرض الإصلاح، وأنها تحمل بوادر الخير، ذلك أن الدولة تتسجيب وتوافق على اقتراحات المواطن في التغيير، والدليل إقرارها ترشيح لجان الأحياء في قوائم الانتخابات، على غرار حي عبان رمضان الذي شهد ترشح ممثله، وهو ما حدث لأول مرة منذ الاستقلال - يضيف المتحدث -، ولهذا فإن رغبتي في المشاركة والإدلاء بصوتي يوم 29 نوفمبر هي قوية جدا. ذلك أن قوائم الترشيح متنوعة وتحمل مختلف فئات المجتمع دون تمييز مثلما كان معهودا من قبل، مشيرا إلى أن هذا الحدث جاء في وقت يستدعي التغيير انطلاقا من “الخلية الأولى للمجتمع”، وذلك من خلال اختيار المنتخب الذي تتوفر فيه الكفاءة حتى يصل لخدمة المواطن والوطن، قائلا: “أتمنى أن تسير الأمور بباقي البلديات على النحو الذي تعرفه بلدية الجزائر الوسطى”. في حين اعتبر المواطن (رضوان. ف) أن المحليات القامة ضرورة حتمية لإحداث التغيير لصالح المواطن الذي هو مجبر على الانتخاب، ولهذا فرغبتي قوية في الانتخاب في هذه المحليات التي كان للدولة الفضل الكبير في إقرار خطة تغيير المفاهيم والنماذج الخاطئة، واعتماد طرق حديثة في التنسيق بين المواطن والادارة. وأصر السيد يونس لحلو، رئيس جمعية حي كريم بلقاسم، أن يذكّر بالمراحل التي مرت بها جمعيته منذ التأسيس، من قبل العهدة حتى يومنا هذا، وتطرق إلى الاصلاحات التي انبثقت عن جهود لجان الأحياء الذين كان لهم الدور الكبير في تحريك عجلة التنمية بالبلدية، مع خدمة المواطن. وعن رأيه في هذه الانتخابات المحلية، قال محدثنا؛ إنها “فرصة لإحداث التغيير من أجل غد أفضل، وفرصة كذلك ليطلع المواطن على ما يجري ببلديته ويتوصل إلى تغيير الأمور التنموية وتغيير رأيه الشخصي، مضيفا أن المحليات القادمة هي فرصة كل من يبلغ 18 عاما للإدلاء بصوته، ذلك أن البلدية هي الهيئة الوحيدة التي تعمل على توفير كل النقائص للمواطن بالنظر إلى عدد العائلات المعوزة التي تجد البلدية بوابة للدعم المادي، وهو ما يدركه المواطنون بصفة عامة، لأنهم مازالوا يعتقدون أن البلدية عبارة عن مكان لسحب الوثائق فقط. كما لا أنكر أنني سأنتخب لأول مرة، لأن الإنتخابات السابقة كانت سياسية أكثر منها تنموية، وهو الأمر الذي عمل على تقهقر كفة التنمية بكافة المجالس البلدية، ولكن هذه الانتخابات التي ستجرى يوم 29 نوفمبر القادم، ستكون مغاييرة، لأن نسبة الترشح ارتفعت إلى 60 بالمئة، ذلك لأن كل أبناء الأحياء ترشحوا، وهو ما حفزنا كمواطين للإقبال على الانتخابات المحلية القادمة، مقتنعين بالدور الفعال الذي سيكون من التغيير وإلى التغيير لصالح المواطن والوطن، كما جاء عن أحد المواطنيين بالبلدية، (إلياس) تاجر، حيث أبدى ارتياحه للانتخابات القادمة، لأنه لاحظ توازانا في قائمة الترشح، كما أن المترشحين من أبناء بلديته، أما عن مشاركته، فقد أكد لنا أنها قوية جدا خلال هذه الانتخابات، بالرغم من أنه لم يسبق له أن انتخب للأسباب سالفة الذكر، وفي نفس الوقت، عبر لنا عن أسفه الشديد فيما يخص الاستحاقات السابقة التي لم ينتخب فيها، وترك الفرصة للانتهازيين حتى يستغلوا صوته لمصالحهم الخاصة، ولهذا فقد وجه هذا الشاب رسالة لكل شباب البلدية بضرورة التوجه يوم 29 نوفمبر إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، حتى لا يتركوا المجال لغير الأكفاء باعتلاء كرسي البلدية والولاية.