يقف اليوم الشعب الفلسطيني والعربي عند الذكرى ال 24 لإعلان دولة فلسطين من الجزائر سنة 1988 وهي الذكرى التي تحمل العديد من المعاني والدلالات التي تعكس صمود القضية في ظل استمرار الكفاح والنضال الذي يذكرنا بأحد رموزه وعظمائه وهو الشهيد أبو عمار، كما تستوقفنا المناسبة عند مسيرة الدبلوماسية الجزائرية، التي وقفت دوما إلى جانب الشعوب المضطهدة والمستعمرة وتمسكت ولا تزال بمواقف مشرفة رافضة تفرقة وتفكيك وحدة الصف العربي مع التزامها بعدم التدخل في شؤونها الداخلية. وعلى وقع التصعيد الإسرائيلي الأخير، الذي ميزته سلسلة الأعمال الإجرامية، التي خلفت العديد من الشهداء واستعدادا لخوض السلطة الفلسطينية كفاحا آخر من أجل الحصول على عضوية انضمام فلسطين للأمم المتحدة كمراقب وذلك في ال 29 نوفمبر الجاري، يحتفل الشعب الفلسطيني بذكرى إعلان دولته من الجزائر يوم 15 نوفمبر 1988 والتي كان وراءها مهندس المقاومة والسلام، الشهيد ياسر عرفات، الذي وضع القضية والشعب على الخارطة السياسية الدولية ليرحل شهيدا لا أسيرا ولا طريدا. بهذه المناسبة، نشط سفير دولة فلسطينبالجزائر، السيد حسين عبد الخالق، أمس، ندوة بمقر جريدة "الشعب" لخص خلالها الظروف التي مرت بها فلسطين قبل الإعلان عن الدولة بالجزائر من انشقاقات ومشاكل وتوسيع مساحة الاحتلال لتشمل لبنان مع تصعيد ضد الشعب، وهي نفس الظروف التي يمر بها اليوم الفلسطينيون الذين يتطلعون إلى الوحدة الداخلية لخوض معارك سياسية أخرى لاستعادة حقوق الشعب المسلوبة والوقوف في وجه الاستيطان الذي اتسعت رقعته وسط صمت دولي. وفي ظل الظروف الدولية والعربية الراهنة والأزمات الداخلية، التي تعرفها بعض الدول على غرار سوريا، جدد السفير الفلسطيني حسين عبد الخالق تمسك السلطة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وتطبيق القرار الأممي رقم 149 القاضي بحق العودة ووضع حد لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين، الذين يدفعون دوما ثمنا باهضا جراء الأزمات والصراعات التي تعرفها الدول العربية، مثلما هو الحال اليوم في سوريا ومن قبلها بالعراق.. وستتمسك السلطة الفلسطينية بهذا المطلب غير القابل للنقاش لأنه سيؤمن الفلسطينيين ويعيدهم إلى أهاليهم وأرضهم. وأشار المتحدث إلى سلسلة الجرائم التي تمارسها إسرائيل في الآونة الأخيرة ضد الشعب الفلسطيني والتي تدخل في إطار الحملة الانتخابية والانتخابات المسبقة، التي دعا إليها نتنياهو لكسب مزيد من الأصوات، ولم يخف السيد عبد الخالق تخوفه من تحالف ليبرمان ونتنياهو المرتقب والذي سيدخل المنطقة في مرحلة عنف لا مثيل لها، مضيفا أنه لا يستبعد شن إسرائيل حربا على قطاع غزة في خطوة لتحويل الأنظار الداخلية وإلهائها عن الأزمات السياسية التي تعيشها إسرائيل والتي لن تجد مخرجا لها إلا من خلال خلق جو من الحرب. وعن دور الجزائر التاريخي في إعلان دولة فلسطين، أكد السفير الفلسطيني أنه لا مجال للحديث عن مواقف الجزائر التاريخية إزاء القضية والشعب الفلسطيني والتي لا تحتاج إلى شهادة وهي التي أكدت أنها معه ظالما أو مظلوما وقدمت دعما لا مشروطا للقضية والشعب وهو ما دفع بالراحل ياسر عرفات إلى إطلاق عبارته الشهيرة في العديد من المناسبات "من لا يحب الجزائر.. لا يحب فلسطين".