القصبة عروس يشتهيها كل الرجال، تبقى بالنسبة للكثير من الفنانين، مصدر الهام لا ينضب وتحفة فنية من الواجب رسمها بكل إتقان وحب، وهكذا كان أمر الفنان التشكيلي لخضر ﭬويزي الذي عبر عن حبه لها وإعجابه الشديد بها، من خلال سبع لوحات يعرضها من بين واحد وعشرين لوحة في رواق ديدوش مراد. رسم لخضر ﭬويزي القصبة في سبع لوحات وركز الفنان على المرأة العاصمية التي ترتدي الزي التقليدي “الحايك” بكل فخر واعتزاز، فجاءت هذه اللوحات لتبرز مدى جمال المرأة العاصمية مرتدية الحايك وواضعة العجار تتمشى في احياء القصبة الضيقة بكل تأنق وتظهر وكأنها ملاك في رداء ابيض يعطي للمدينة العتيقة روحا من الصفاء والنقاء والكثير من الرقة والنعومة. ولم يدقق الفنان في ملامح النسوة فكانت كل امرأة تمثل كل النساء، ومع ذلك تظهر وكأنها تنظر إليك ولو من بعيد وبخجل شديد، وجاءت معظمهن يحملن قففا ليؤكدن انهن قادرات على تحمل اعباء البيت وقضاء حاجيات العائلة في آن واحد. ولبنايات القصبة ايضا مكانة في اعمال لخضر وهذا في لوحتيّ “القصبة 2” و«القصبة 4”، حيث أبرز الفنان الخصوصيات العمرانية لعروسة المتوسط، كمتاهاتها اللامتناهية وأزقتها الضيقة والشهيرة وبيوتها التقليدية الشامخة المصنوعة من الخشب والتي ترتبط ببعضها البعض بواسطة أعمدة تشدّها وتزيد من حميميتها. إعجاب ابن حسين داي بالعاصمة لم يقتصر فقط على القصبة كمعلم، بل رسم أيضا موقعها الذي يقع على مرتفع من البحر المتوسط، فكان المزيج بين البنايات المرتفعة والبحر الأزرق تحت سماء اختلط بياضها بالزرقة وفوق تربة تحتضن نباتات من شتى الانواع، كما رسم أيضا فيلا عبد اللطيف التي تعتبر من بين اهم البنايات الجميلة في العاصمة. وتوقف لخضر المتحصل على جائزة عائشة حداد 2012، عند محطة عبرها الكثير من الفنانين ألا وهي الطبيعة الصامتة، حيث رسم لوحة تضم قربا وعناقيد عنب لينتقل مباشرة إلى رسم الطبيعة الخلابة، فجاءت اربع لوحات تحمل عنوان “الطبيعة” وتعبر كلها وبالفن الواقعي عن جمال المناظر الطبيعية التي تعتز بها الجزائر، مثل لوحة “الطبيعة1” التي رسم فيها الفنان، بيتا يقع على ضفة النهر وتحيط به الأشجار العالية والأزهار المختلفة الأنواع والأشكال. ورسم الفنان أيضا لوحة “البحرية”، كما رسم أيضا وبحجة الراحة النفسية، لوحة “الصلوات” التي رسم فيها رحالة يصلون بالقرب من خيمتهم كرمز لصلتهم الوثيقة بالخالق، أما لوحة “القرآن” فكتب فيها “أًذكر الله”، بالمقابل وللتغيير، رسم الفنان أربع لوحات من الأسلوب التجريدي، فجاءت مزيجا من الأشكال الهندسية وتميزت أيضا بكثرة الألوان وتقاطعها في أكثر من نقطة.