توجّه صبيحة أمس 687.401 ناخبا إلى مراكز التصويت بتراب ولاية تيزي وزو لأداء حقهم وواجبهم الإنتخابي، موزعين على 670 مركزا و1194 مكتب انتخاب، حيث كان الإقبال، رغم برودة الطقس، كبيرا بعدة بلديات لاختيار الرجل المناسب لتولي تسيير شؤون المواطنين والاستجابة لانشغالاتهم، وقد تم اتخاذ كافة التدابير المادية والبشرية الضرورية لتمكين الناخبين من آداء واجبهم على أكمل وجه. كان الموعد الإنتخابي مميزا بولاية تيزي وزو، حيث ورغم تضارب الآراء بشأن التصويت وعدم الإكتراث بهذا الموعد في بداية الحملة الانتخابية، إلا أن المواطن بالمنطقة أبى أن يترك المجال لوصول أشخاص غير مناسبين للمجالس المنتخبة وتسييرها بطريقة سيئة، حيث توجهوا منذ الساعات الأولى إلى مختلف مراكز التصويت من أجل منح أصواتهم لمن يرونه مناسبا لتسيير شؤونهم وخدمة المصلحة العامة، حيث أكد سكان منطقة القبائل على ضرورة مواصلة رسالة الشهداء الذين حرروا الوطن ليواصلوا مرحلة البناء من خلال التصويت، لأنه حق وواجب، وكلهم آمال في التغيير إلى ما هو أحسن. وفي زيارتنا لبعض مراكز التصويت، لاحظنا أن المواطن غيّر نظرته للانتخاب، وإن كان التصويت في بداية العملية محتشما، إلا أنه أخذ يشهد تزايدا بشكل تدريجي، فبدائرة عزازقة، كان الإقبال بقوة من طرف سكان المنطقة لأداء حقهم وواجبهم الإنتخابي بكل عزم ورغبة في المشاركة لبناء البلاد وتكريس الديمقراطية، حيث توجهوا رفقة أبنائهم، إلى مراكز الاقتراع لاختيار أشخاص يستحقون الثقة لتمثيلهم بالمجلس الشعبي البلدي والمجلس الشعبي الولائي، كما كانت نسبة الإقبال بدائرة تيزي وزو مقبولة، حيث هب سكان المدينة منذ الساعات الأولى لمنح أصواتهم للشخص الذي يأملون أن يحقق طموحاتهم ويتكفل بحل مشاكلهم. أما بدائرة عين الحمام، فكانت مظاهر التصويت حاضرة ميزتها حركة مقبولة، رغم برودة الطقس وتساقط الثلوج، كما كانت كل الظروف مهيأة لضمان شفافية العملية بكل من إفرحونان وآيت يحي، أين خرجت النساء بقوة للتصويت، حيث أرادت المرأة أن تشارك في الحياة السياسية والتعبير عن رأيها بالتصويت على المترشحين، آملات في ذلك أن يكنّ عند حسن الظن. وبدائرة بني دوالة، لمسنا ارتياحا كبيرا لدى الناخبين وكذا الساهرين على تنظيم ومراقبة العملية الانتخابية، حيث أكد ممثلو المترشحين الذين تحدثت معهم «المساء»، على السير الحسن للعملية التي ميزها التنظيم المحكم في مكاتب الاقتراع. كما كان سكان المناطق الجنوبية لتيزي وزو في الموعد، حيث لبى قاطنو مناطق بوغني، واضية، تيزي غنيف وغيرها، النداء وخرجوا لأداء واجبهم، أملين أن يتحقق حلمهم وتتجسد وعود من اختاروه للاستجابة لانشغالاتهم، حيث أكد مصدر محلي في اتصال هاتفي، أن السكان لم يفوتوا الفرصة للمشاركة في هذا العرس الديمقراطي الذي تعود الكلمة الأخيرة فيه للمواطن، ليختار من يراه أهل للثقة من أجل إحداث نقلة في التنمية وحل مشاكله. ومن مدينة أزفون الساحلية، أكد مصدر محلي في اتصال هاتفي، أن الإقبال على صناديق الاقتراع كان كبيرا بالنسبة لفئة الشباب الذين توافدوا بقوة للتصويت على المنتخبين المحليين الجدد، أملا منهم في أن تؤخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار خلال السنوات الخمس القادمة، وأن يوفوا بوعوده، مضيفا إلى أن إقبال الشباب على مكاتب التصويت هو إدراك منهم على أهمية الرسالة الملقاة على عاتقهم، كونهم مستقبل الجزائر وحملة المشعل. كما أكد مصدر من مدينة تيقزيرت في اتصال هاتفي أيضا، أن إقبال الناخبين بهذه المدينة لم يكن كبيرا في الساعات الأولى، وذلك بسبب حالة الطقس البارد والرياح القوية، حيث أخذ عدد الناخبين يتزايد ابتداء من الساعة العاشرة صباحا. كما لم يتأخر سكان القرى النائية عن الموعد، حيث تشكلت طوابير طويلة أمام مراكز التصويت، ينتظر فيها المنتخِبون دورهم للاقتراع بقوة والتصويت، كونهم على دراية بأن تصويت الشعب يضفي طابع الشرعية على الإنتخابات، ذلك لأن نجاح هذا الموعد مرهون بمدى إقبالهم على مراكز التصويت، كون هذه المحليات تخص المواطن بالدرجة الأولى. وميز محيط مكاتب ومراكز التصويت التغطية الأمنية التي كانت في مستوى الحدث، حيث حرصت قوات الأمن على تأدية الواجب، وتجنيد جميع أفراد الأمن بمختلف مصالحها للسهر على ضمان السير الحسن للعملية الانتخابية، وكذا أمن المترشحين، الناخبين ومؤطري العملية الإنتخابية طيلة سيرها، ابتداء من أول أمس الأربعاء إلى غاية إسدال الستار على عملية الاقتراع، وحرصهم على متابعة ما بعد عملية الانتخاب، من خلال تغطية عملية تحويل صناديق الاقتراع، الفرز وتسليم محاضر النتائج لممثلي الأحزاب من طرف اللجنة الولائية الإدارية.