"انتخب لأثبت وطنيتي وانقل ثقافة الانتخاب للأجيال القادمة"، هكذا فضل العديد من سكان الدائرة الإدارية لبراقي التعليق على مشاركتهم في الاستحقاقات الرئاسية التي برهنوا من خلالها تعلقهم بالوطن وكل المواعيد الهامة التي تميز مساره السياسي ، فمنذ الساعات الأولي تنقل الناخبون إلى مراكز الاقتراع مرفقين بأبنائهم لأداء واجبهم الوطني بكل حزم وثقة بمستقبل زاهر خاصة فئة الشباب الذين لم يتوانوا في الإدلاء برأيهم واختيار رئيسهم المقبل لعهدة جديدة . الزيارة الميدانية التي قادتنا صباح أمس إلى مختلف مراكز الانتخاب عبر بلديات كل من براقي ، الكاليتوس ، سيدي موسي جعلتنا نقف على درجة الوعي السياسي الذي اكتسبه المواطن دائرة براقي التي عانت الأمرين خلال العشرية السوداء ، وحسب تصريح المكلف بالإعلام على مستوى الدائرة فإن خروج سكان براقي كسر هاجس التخوف على خلفية الركود الذي عرفته الحملة الانتخابية حيث لم تحض الدائرة بتجمعات شعبية كبيرة ، فالسكون غير مألوف الذي عرفته بلديات الدائرة طوال فترة الحملة الانتخابية جعلت السلطات المحلية تتخوف من انخفاض نسبة المشاركة ، لكن عكس ذلك خرج السكان منذ الساعات الأولى إلى مراكز الاقتراع حاملين بطاقات الانتخاب ، وهناك من سحبها بعين المكان بعد ان خصصت السلطات مكاتب خاصة مجهزة بوسائل الإعلام الآلي لتسهيل توجيه المنتخبين . وبلغة الأرقام فدائرة براقي أحصت بقوائمها الانتخابية 130729 مسجلا منهم 36962 مسجلا ببلدية براقي و 65413 بالكاليتوس و28354 ببلدية سيدي موسي موزعين على 18 مركزا . من جهته أبدى ممثل جامعة الدول العربية الذي يزور الجزائر لمراقبة سير عملية الانتخاب استحسانه من التنظيم المحكم وذلك خلال توقفه بعدد من مراكز الانتخاب على مستوى الدائرة التي اختارها كمحطة ثانية بعد الزيارة التي قادته لولاية البليدة وبعين المكان صرح المسؤول انه يصنف الانتخابات الرئاسية الجزائرية في مصاف الانتخابات الرئاسية العالمية بالنظر إلى التنظيم و الشفافية التي تكتنف العملية من بداية الحملة الانتخابية إلى الانتهاء من الاقتراع وهو ما يؤكد تلك الخطوات الكبيرة التي قطعتها الجزائر في ترسيم معالم الديموقراطية ، وبشهادة رؤساء بعض المراكز فقد اندهش ممثل ممثل الجامعة العربية من الإقبال الكبير للمواطنين على مكاتب الاقتراع وكان في كل مرة يطلب نقله إلى باقي المراكز ليجد الصورة نفسها تتكرر ، ولدي تقربه من بعض المواطنين تحدث المسؤول مع عجوز وكنّاتها الأربع التي شرحت له بكل طلاقة الأسباب التي دفعتها إلى إرفاق الكنات بأولادهم إلى مراكز الاقتراع لحثهن على مواصلة الدرب مستقبلا ووضع حد لكل من يحاول التلاعب بأصواتهن في مثل هذه المناسبات . وما شد انتباهنا ونحن بمراكز الاقتراع هو إقبال المميز للأطفال الذين فضلوا مرافقة أهلهم لأداء واجبهم الوطني وطلب السماح لهم بوضع الأغلفة بصناديق الاقتراع ، منهم الطفلة "منى" صاحبة ستة سنوات و ياسين صاحب خمس سنوات ، وعبد النور الذين أكدوا لنا ان الدرس الأخير الذي تلقوه بالمدارس كان حول الانتخاب وطريقة أدائه ، فبمركز أبي ذر الغفاري وسط بلدية براقي الذي يضم 7 مكاتب ويحصي 2504 مسجلا كان الإقبال جيدا منذ الساعات الأولي من طرف فئة الكهول ، أما بمركز احمد بن عتو فأشار رئيسه إلى تسجيل توافد عدد كبير من مسجليه عكس الانتخابات الفارطة وبعين المكان كانت لنا فرصة التقرب من شيخ طاعن في السن يستند إلى احد أبنائه في المشي ورغم حالته الصحية المتدهورة يقول " فضلت ان اخرج من بيتي رغم رداءة الطقس لأداء واجبي الانتخابي عوض توكيل ابني الذي ألح علي ذلك ، لقد شاركت في كل المواعيد الانتخابية ولا يمكن ان أفرط في هذا الموعد الذي يعد بمستقبل زاهر لأبنائي" . أما حي بن طلحة الذي عادت له الحياة من جديد بعد الجرائم البشعة التي اقترفها الإرهاب في حق سكانه فقد عجت شوارع الحي بالسكان الذي توافدوا بقوة على المركزين الانتخابيين المخصيين اللذين يضمان 8264 مسجلا ، وبعين المكان سجلنا تواجد عدد كبير من الشباب بمكاتب الاقتراع وعند التقرب منهم ابدوا حرصهم على إثبات وطنيتهم من خلال الإدلاء برأيهم في الانتخابات الرئاسية التي يصفونها بالنافذة الجديدة على مستقبلهم ، مشيرين على صعيد آخر ان إقبالهم على الاقتراع يعد وسيلة لدحر كل محاولات التلاعب بأصواتهم من طرف المعارضين . سكان بلديات سيدي موسي و الكاليتوس كانوا هم كذلك في الموعد المحدد، حيث فرغم عدم تمكن الكثير منهم الحصول على بطاقاتهم الانتخابية الجديدة إلا أنهم توافدوا على مراكز الاستقبال لسحبها أو توجيههم إلى مكاتبهم الجديدة ، وبعين المكان كان المؤطرون مجندين لاستقبال المواطنين ومساعدتهم على أداء واجبهم بسهولة . وبخصوص المراقبين التابعين للمترشحين فقد سجلنا التغطية الشاملة لمراقبين التابعين للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة لتليه لويزة حنون في غياب مراقبي باقي المترشحين عن مكاتب الاقتراع ببلديات براقي ، في حين جندت مصالح الأمن وحداتها للسهر على السير الحسن للعملية الانتخابية .