بعد المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير، انطلقت الأشغال الخاصة بإعادة تهيئة العاصمة، ضمن المخطط الاستراتيجي لآفاق 2029 الذي يسعى لإعطاء المدينة طابعا معماريا يميزها بعصرنة ورفاهية يليق بها، ومن أهم المحاور التي يقوم عليها هذا الأخير؛ «المخطط الأبيض» الذي سيتجسد خلال الفترة القادمة، والذي سيكون مرفوقا بمخططات أخرى لا تقل أهمية عن المخطط المذكور. وأوضح مدير البناء والتعمير لولاية الجزائر العاصمة، السيد علي بن ساعد ل «المساء»، أن المخطط الأبيض يمس الأنسجة العمرانية، بالإضافة إلى المخطط الأخضر الذي سيكون مرفقا بجملة من الإنجازات؛ منها عملية تجميل الأحياء بالعاصمة من خلال مشاريع بيئية، على غرار الاهتمام بغرس الأشجار والنباتات التزيينية على المساحات التي ستخصص لها، والتي ستكون بمثابة فضاءات تخصص للمواطن قصد راحته واستجمامه. بالإضافة إلى الاهتمام بالفضاءات الخضراء المتواجدة وسط الأنسجة العمرانية، والتي ستؤخذ فيها الممرات الصحية بعين الاعتبار، حيث ستهيأ بمقاييس عصرية تسمح للعائلات باستغلالها في التنزه والراحة، إلى جانب تسليط الأضواء على الفضاءات الخضراء التي ستتربع على مساحة هامة داخل النسيج العمراني، يضيف مدير البناء والتعمير علي بن ساعد الذي تطرق لأهم الركائز التي سيقوم عليها المخطط الإستراتيجي، لاسيما ما تعلق بالمحافظة على الطابع التاريخي والتراثي للعاصمة، وهو ما سيتم مراعاته في كل العمليات، مؤكدا في هذا السياق أن كل الترتيبات اتخذت انطلاقا من الدراسات، لاسيما ما ارتبط بالمنهجية، موضحا في هذا السياق أنه تم تسطير منهجية خاصة في هذا المجال، مع التشييد والاعتناء بكيفية تنظيم الواجهات والتوسعات العشوائية المشهودة، وكل ما تعلق بالهوائيات المقعرة وأجهزة التبريد التي سيتم نزعها نهائيا من الواجهات، للحصول على واجهة نظيفة من شأنها استرجاع الوجه الأصلي لهذه البنايات، بسبب تجاوزات قاطنيها. إلى جانب التكفل بالكوابل الكهربائية وما تعرفه من انسياب وتدلّ بشكل خطير، حيث سيتم وضعها بطريقة مثلى وصحية تحت الأرض، للقضاء نهائيا على مخاطر التكهرب الذي يحدث من حين لآخر، ويتعرض لها المواطن بالدرجة الأولى، يضيف المسؤول أن كل هذا سيتم بالتنسيق مع فرق مختصة ذات كفاءات عالية في المجال، تعمل بتقنية جديدة. وفي سياق ذي صلة، تطرق مدير التعمير والبناء إلى بعض الأمور التي قال عنها؛ إنها لم تعد تخفى على أحد، وهي الأشغال التي انطلقت على مستوى وادي الحراش ومختلف الجهات، ومن خلال النماذج المعروضة، فإن المخطط التوجيهي سيزاوج بين الطابع الحضري والجانب السياحي لعاصمة البلاد، حسب محدثنا الذي أوضح أنه تم الشروع في عدة عمليات مست تجميل المدينة، منها تهيئة وادي الحراش وكذا ساحة الشهداء، بالإضافة إلى التهيئة التي مست ممر شارع الاستقلال، موضحا في هذا السياق أن من ضمن مشاريع المخطط بهذا الشارع؛ إنشاء حوض أسماك سيكون الأول من نوعه في إفريقيا، وهو بمثابة متحف للبحر.