كشف مدير التعمير والبناء لولاية الجزائر، علي بن سعد عمار، أمس، عن مباشرة الولاية في تجسيد مشروع "المخطط الأبيض"، الذي يهدف إلى فتح المدينة على البحر وتحسين الواجهات وإعادة تهيئة الأحياء والشوارع، وجعل من العاصمة مدينة عالمية في آفاق 2029 . وأكد المصدر ذاته، خلال عرضه لأهم المشاريع التي ستشهدها العاصمة خلال السنوات المقبلة، والتي ستجعل منها مدينة حية، وستصنّفها ضمن المدن المتوسطية الراقية عبر العالم في ندوة جرت بحضور ممثّلين عن الولاية، إضافة الى مدير البيئة ومدير السكن، وكذا الولاّة المنتدبين لولاية الجزائر بغرض التطلّع على هذه المشاريع، وشرح المخطط الاستراتيجي لتهيئة العاصمة، بأنّ الولاية باشرت مخطّطها الاستراتيجي بما عرف ب"المخطّط الأبيض"، الذي انطلق بدوره بعملية التهيئة العمرانية للعاصمة عن طريق ترميم المباني، وإعادة تأهيل الأنسجة الحضارية للعاصمة، والقضاء على كل ما من شأنه تشويه واجهة العمارات، بحيث تم نزع حوالي 1500 هوائي "بارابول" و220 مكيّف غير أنّ الرقم غير كاف على حد قول مدير التعمير مقارنة بالحجم المحصى من قبل الولاية نتيجة العراقيل الناتجة عن عدم تعاون المواطن، والتي أدّت الى تعطّل المشروع. كما سيعمل هذا المخطّط على ضمان راحة المواطن بالدرجة الأولى، وتوفير أكبر عدد من مساحات استجمام لاستقباله واستيعابه، وتقليص المساحات المخصصة للسيارات داخل النسيج الحضري، حيث سيتم توسيع الأرصفة على مستوى أهم الشوارع، التي تعرف حركة كبيرة كديدوش مراد، مليكة قايد والعربي بن مهيدي واستحداث أخرى في شكل منتزهات تؤدي جميعها الى البحر، وكذا اعتماد ألوان موحدة للعاصمة، منها ما هو خاص بالبناءات السكنية وآخر للإدارات، وكذا المتاجر والمحلات. وأضاف محدّثنا بأنّ الولاية ستحتفظ بطابعها المعماري التاريخي كالقصبة أو بالشوارع العتيقة لإبقاء ميزتها، كما تم وضع أولويات على المشاريع، التي من شأنها فتح المدينة على البحر كمشروع النفق الذي يربط مقام الشهيد بحديقة التجارب بالحامة، وصولا إلى شاطئ البحر، وكذا مشروع حوض البحر، الذي سيندرج في استراتيجية هامة لتجميل المدينة. ويأتي مشروع "المخطط الأبيض" ليفتح باب التساؤلات عن مدى إمكانية تجسيده، في ظل سقوط مشاريع أخرى حظيت بها العاصمة من الحسابات، رغم الترويج لها وهدر ملايير من أجلها بمكاتب الدراسات.