أكّد محافظ المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة السيد رشيد قرباص، على ضرورة التكوين في مجال الموسيقى منذ الصغر، ومن ثم الاحتراف في هذا العالم لكي نُشكل جيلا من الموسيقيين المحترفين، يشرفون الجزائر في المحافل الدولية. وأضاف قرباص خلال الندوة الصحفية، التي عقدها أمس بنادي “فرانس فانون” (رياض الفتح) في إطار الطبعة السابعة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والعتيقة، الذي تنطلق فعالياته غدا وتستمر إلى غاية 29من الشهر الجاري بقاعة ابن زيدون، أنّ الجزائر تملك طاقات موسيقية كبيرة ولكنها لا تظهر على الساحة الموسيقية العالمية، بالمقابل لا يوجد إلا ّعدد قليل من الموسيقيين المحترفين في البلد بيد أنّ الاحتراف يتطلب تكوينا منذ الصغر، ومن ثمّ التخصص كليا في هذا المجال. وفي هذا السياق، قال قرباص أنّه سيتم خلال هذه الطبعة تكريم الأستاذ رابح خطاط، الموسيقي الذي كرّس حياته لتكوين الموسيقيين الكلاسيكيين، كما عمل على نقل هذا التراث الثري للأجيال، بهدف صيانته والحفاظ عليه. وهو من مواليد 1953بقسنطينة وكان رئيسا لجمعية “المقام”، وساهم كثيرا في نجاحاتها ومن ثم أسس جمعيته “القسنطينية”. وأشار المتحدث، إلى تكريم المهرجان للحاج مماد بن شاوش، في سهرة يحييها الفنان بلال بستاني رفقة الفنانة هنية بختي، موضحا أنّ الفنان مماد بن شاوش، تلميذ الشيخ الفخارجي، اهتمّ بترقية التراث الثقافي الثمين وتكوين الموسيقيين، بالمقابل، تحدث قرباص بالتفصيل عن حيثيات برنامج هذه الفعاليات وكذا عن مشاركة فنانين من الجزائر والعديد من الدول، فقال أنه اختار أسماء جزائرية من مختلف بقاع الوطن وهي محمد لحبيب منصوري، شلوق مالك، طاهر الحصار وأحمد لارينونا، مضيفا أنّه تعذّر عليه اشراك الفرق الموسيقية بسبب البرمجة، حيث تختم اليوم فعاليات مهرجان الصنعة، وهو ما تعذّر عليه اختيار الفرق لضيق الوقت. وستشارك في المهرجان، فرق تخصصت في أداء الموسيقى الأوربية للعصور الوسطى وأضفت عليها بعضا من التقنيات الحديثة، ومن بينها الفرقة الاسبانية”لوكنق باك أركسترا”، التي أعادت الموسيقى العفوية التي كانت تُؤدى في القرنين 17و18 وكذا فرقة ”كينتات” (خماسي لوكنيغ باك)، التي ستعرض رؤيتها الخاصة لموسيقى النهضة والباروك، أمّا فرقة”ديابولوس إن موسيقى” فستقدم بدورها مقطوعات موسيقية من القرنين الثاني عشر والثالث عشر بفرنسا، والتي كانت ممنوعة في ذلك العصر، بشبهة علاقتها بالسحر. كما سيعرف المهرجان، مشاركة أسماء أخرى، مثل الايراني حسن طبر المتخصص في فن الرديف(فن تؤدى فيه كل الطبوع الموسيقى الكلاسكية الايرانية) والفرقة الموسيقية “ريشاب بارسانا” التي ينتمي عضواها إلى عائلة موسيقية من شمال الهند وفرقة “الرباعي للعود الغربي”وميمو ابيفاني المختص في العزف على آلة المندولين وفرقة عبد الله المخطوبي وفرقة سوسة للمالوف والعازف على آلة العود، السوري محمد قدري دلال، لتكون خاتمة المهرجان مع الجوق المغاربي، تحت قيادة رشيد قرباص. وسيشهد المهرجان أيضا، تنظيم ست محاضرات هي:«مدخل عن الآلات الحديثة والزلات المنهجية”،”الارتجال أو الشفاهية المتعرف عليها في الموسيقات العتيقة”،”تأثير العرب في الموسيقى العتيقة بالبرتغال”،”العود والقطعة الموسيقية في موسيقى الباروك الانجليزية”،”الغناء الكلاسيكي الغربي والغناء الأندلسي، “هل هو الطلاق، خميس ترنان بين التقليد والتجديد في تونس في القرن الواحد والعشرين”، بالإضافة، إلى ورشة تكوينية من تنشيط محمد قدري دلال حول العود.