اللهجة المغاربية في الإنتاج السينمائي مشكل يطرحه المصريون فقط يعد حسني أحمد مدير مهرجان تيطون للفيلم بالمغرب، واحدا من أبرز المهتمين بالسينما في المغرب العربي، التقته “المساء” بمناسبة حضوره فعاليات الطبعة السادسة للفيلم العربي بوهران، كونه عضوا بلجنة التحكيم للأفلام الطويلة ، وتحدث حول العديد من القضايا التي تصب في واقع السينما المغاربية. ما هو تقييمكم لصناعة السينما بالمغرب حاليا؟ السينما المغربية قطعت أشواطا مهمة في مجال الإنتاج، الذي يفوق ال 20 فيلما في السنة، وهو مؤشر إيجابي، لكن الدولة الآن أصبحت تفرض دفاتر أعباء على صناع هذا الفن من أجل تنظيم سوقه طبعا وتقنين الإنتاج السينمائي، الذي تخصص له الحكومة المغربية ميزانية ضخمة، زيادة على تجهيز قاعات السينما، حيث سيتم قريبا رقمنة عشر منها.
بصفتكم مديرا لمهرجان تيطوان السينمائي، ما هو جديد الطبعة المقبلة؟ المهرجان سيحتفي بخمسينية استقلال الجزائر وسيتطرق كذلك إلى موضوع المواركة أو كما يطلق عليهم “المورسكيين”، وهم المسلمون الذين عاشوا في الأندلس بإسبانيا بعد سقوطها بيد الإسبان، لذلك يهمنا هذا الموضوع نحن كشماليين في المغرب، فتاريخ “المورسكيين” تاريخ عميق تجاهلناه وحان الوقت لنفض الغبار عنه، لا سيما وأننا نملك أزيد من 10 أفلام سينمائية تتناول هذه الفئة المتواجدة بكل من إسبانيا والبرتغال والمغرب والخليج العربي، والموضوع الثاني يتطرق لعلاقة “الرواية بالسينما”.
وماذا عن الأفلام المغاربية؟ لا نزال في مرحلة التفاوض، الموزعون والمنتجون، لكن المؤكد أن فيلم “التائب” للمخرج مرزاق علواش سيكون حاضرا في هذا المهرجان، إلى جانب فيلم “يما” لجميلة صحراوي، أما الأفلام المغربية الجديدة فسيكون هناك فيلمان مغربيان جديدان هما فيلم” 00” للمخرج السماري و فيلم “خير الله” لنبيل عيوش، فيما سيمثل تونس المخرج نوري بوزيد.
برأيكم، ما هي المواضيع التي تطرقت إليها السينما المغاربية في ظل المتغيرات الراهنة؟ السينما المغاربية أكيد تتأثر بالظروف الصعبة التي تشهدها بعض بلدان المغرب العربي على غرار ليبيا وتونس، وما أطمح إليه هو إيجاد استراتجية سينمائية مغاربية لتطوير هذا الميدان، الجزائر مثلا لعبت دورا هاما في الإنتاج المغاربي المشترك من قبل، فلم لا نعود إلى تلك الإستراتيجية، لا سيما مع وجود العديد من المواضيع الخصبة التي تفرض نفسها في وقتنا الحاضر على غرار مشكل الإرهاب والتطرف الديني؟
كثيرا ما أثير مشكل اللهجة في الأفلام السينمائية المغاربية وعّد سببا في عدم انتشارها، ما هو تصوركم؟ لهجة الإنتاج السينمائي هي مشكلة يثيرها أشقاؤنا المصريون فقط، ولا أرى أنها تطرح في أي بلد عربي آخر، فلا أحد منا ينكر أن السينما المصرية استطاعت التعريف باللهجة المصرية من خلال تواجدها منذ سنوات طويلة ببلداننا العربية، والحل برأيي يكمن في الاستعانة بدبلجة أعمالنا السينمائية إلى اللغة العربية الفصحى التي يفهمها جميع العرب، كما هو الحال مع تجربة الأفلام الهندية والمكسيكية، وحتى التركية حاليا.
ما تقييمكم للنقد السنمائي المغاربي؟ نملك نقادا سينمائيين على المستوى المغاربي، لكن الإشكالية تتمثل في عدم التعمق في النقد والاكتفاء عند البعض منهم بشرح الإخراج مثلا أو بعض القراءات أو الكتابات، بينما يطلب صناع السينما بالبلدان المغاربية الغوص أكثر في خبايا الأعمال السينمائية التي يقدمونها باعتبارها مقياس نجاح الفيلم من عدمه.