أمنيته أن يمثل الجزائر في معارض دولية أحسن تمثيل، فهو يعتبر حرفته فريدة من نوعها ولم يسبقه إليها أحد. قال إنه أراد أن يصنع لنفسه حرفة خاصة به لا تشبه الحرف المعروفة الأخرى، حسبه، ولكنه يرى أن ما يعرضه على الناس ويحمل توقيعه، هو حقا إبداع شخصي يسعى لإظهاره للعالم أجمع، وليس لبني وطنه فحسب. يقول الحرفي المبدع بن شاعة مفتاح من ولاية مستغانم، إنه توصل إلى اختراع حرفة صناعة اللوحات بقشور البيض، وهي حرفة خاصة به، ويؤكد أنه كان يتمنى أن يلهمه الله ويبدع شيئا لم يسبق لأحد أن وضع بصمته فيه، فتوصل إلى استغلال قشور البيض في صناعة لوحات فنية تحمل شخصيات تاريخية وسياسية معروفة على الصعيدين الوطني والعالمي، إلى جانب لوحات تحمل مناظر طبيعية أو تجسد الحياة اليومية في الأرياف، ولوحات أخرى تحمل خضرا وفواكه وغيرها الكثير. ويؤكد المتحدث أنه بمجرد ما تعتريه فكرة حول موضوع معين، فإنه يجسدها بقشور البيض. يقول الحرفي إنه اكتشف موهبته هذه وجسدها في بداية الثمانيات، ولكنه تخلى عنها لمدة عشر سنوات لأسباب متنوعة، بعدها قرر العودة إلى مجال الإبداع، خاصة بعد ما استفاد من قرض مصغر مكنه من مساعدة نفسه، وانطلق في إبداع لا ينتهي، حسب قوله. أما الشيء الذي جعله يختار هذه الحرفة بعينها، فهو وقوفه في عدة معارض على الموزاييك أو الفسيفساء في صناعة لوحات رائعة في الدقة والجمال، ثم سعيه إلى تبسيط هذه التقنية ليستعمل قشور البيض عوض الحجارة الصغيرة في الفسيفساء. ويقتني الحرفي بن شاعة مفتاح قشور البيض إما بجمعها يدويا من أماكن ترمى بها، أو باقتنائها من عند صُناع الحلويات. ويستعمل في حرفته كذلك أسلاكا رقيقة وغراء لتثبيت رقائق القشور، وعن خطوات ومراحل إنجاز اللوحات، فيوضح المتحدث أنه يبدأ أولا بجمع قشور البيض ويغسلها لتنظيفها من بقايا الزلال، ثم يتركها تجف، بعدها يعمد إلى تلوين القشور بألوان مختلفة، وأحيانا يقوم بمزج عدة ألوان ليتحصل على لون معين، ثم يختار حجم الإطار الذي تثبت عليه اللوحة المراد إنتاجها، بعدها تبدأ عملية تثبيت قشور البيض بعد كسرها بواسطة الأصابع لا غير، ويشير الحرفي في معرض حديثه، إلى أنه شارك في معارض عديدة في الوطن، سجل خلالها إعجاب الزوار بما يقدمه في جناحه من إبداع حقيقي، كما يطلب البعض منه تعليمه تقنيات هذه الحرفة، ويؤكد في المقابل أنه خلال ذات المعارض، يقدم ورشات مفتوحة لتعليم الحرفة لكل راغب في ذلك، لأنها لا تتطلب ذكاء كبيرا ولا إمكانيات كثيرة، بل تتطلب فقط صبرا وحبا للإبداع. ويتمنى من أعماقه لو تتم دعوته من طرف السلطات المعنية حتى يشارك في معارض دولية، ليمثل الجزائر ويبرهن للعالم أن الجزائري متمكن فعلا في مجال الابتكار والإبداع، انطلاقا من استغلال أبسط الأشياء التي قد تبدو للبعض من دون قيمة..