الإرادة جعلته يصنع من لا شيء أشياء مميزة وأوصلته إلى إبداع تحف جميلة ذات قيمة فنية، هو بن شاعة مفتاح، من مواليد 1954 بمستغانم، التقيناه وهو يعرض ما أبدعته يداه خلال افتتاح الصالون الوطني للتشغيل بقصر المعارض، ما جذبنا إليه هو خصوصية نشاطه فهو يصنع أطرا جميلة مستعملة في الديكور بأبسط الأشياء، فصنعته لا تعتمد إلا على عودين من الحديد وغراء وقشور البيض تلك التي تُرمى في النفايات كما يعلم العامة· اقتربنا من المبدع السيد بن شاعة مفتاح من أجل الوقوف أكثر على سر إبداعه فقال إنه ناشط في الميدان منذ سنة 1982 إلا أن ما مرت به البلاد خلال التسعينيات أضعف عزيمته وإرادته ليتوقف مؤقتاً، ولم يستعد نشاطه إلا في سنة 2007 بحيث تم منحه قرضا مصغرا بقيمة 3 ملايين سنتيم من طرف الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، وانطلق في النشاط وهو على الرغم من نقص الإمكانيات إلا أنه تقدم في فنه فهو يعمل لوحده ويقوم لوحده بالرسم وتحضير الأطر الخشبية التي تحوي الصور وتقطيعها حسب الصورة، وبعد ذلك ينطلق في تثبيت قشور البيض بعد تقطيعها إلى أجزاء صغيرة تم تلوينها من أجل خلق إطار زاهي الألوان ويقوم بتلصيق تلك القشور الصغيرة بطريقة محكمة تضمن له الوصول إلى عمل جيد، وفي الأخير تدهن الصورة بدهن خاص لتلميعها· وعن كيفية حصوله على تلك الكمية من قشور البيض قال إنه يجمعها من المخابز التي لا تبخل على مده يد العون، وأضاف أن حرفته هو أول من أبدعها وأظهرها إلى الوجود، وأراد خدمة الوطن بها كونه مفعما بالروح الوطنية، فأغلب تلك اللوحات هي لشخصيات وطنية على رأسها صورة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وصورة الأمير عبد القادر، وكذا العلم الجزائري ليبقى النصيب المتبقي للصور الأخرى كرسوم الطبيعة، ورسوم متنوعة تارة تعبر عن الفرح وتارة عن الحزن خاصة وأن المبدع يشتكي من التهميش ولم تشفع له حرية الابتكار والاختراع لذلك الفن الفريد من نوعه إلى نيل القليل من الاهتمام، ولولا وقوفه على ذلك الفن الذي يحبه كثيرا وتصديه للامبالاة بكل قوة وانتظار الفرج لكان قد استسلم مند وقت طويل· وطالب محدثنا السلطات بالالتفات إليه ومنحه محلا لتطوير تلك الحرفة وتعليمها للأجيال المتعاقبة خاصة وأنه يطمح إلى العمل في وطنه، ولو أتته عروضٌ بأموال الدنيا لرفضها فهو يعشق الوطن حتى النخاع، وهذا ما لمسناه من خلال الصور المعروضة، وتجدر الإشارة أن فنه لقي استقطاب العديد من زوار المعرض حتى ونحن معه أتت زائرة سويدية وأبهرها عمل العارض وأخذت صورا تذكارية لبعض ما أبدعته يداه·