أجمع خبراء دوليون على أن ما يعرف بالثورات العربية تم التحضير لها منذ سنوات من طرف دوائر خارجية غربية، استهدفت من ورائها تفتيت وتفكيك العالم العربي وإضعافه والاستيلاء على خيراته، ومن أجل تحقيق مصالحها في المنطقة من جهة، وضمان أمن إسرائيل من جهة أخرى، مؤكدين على أن الثورات الحقيقية تنتهي بتحقيق مكاسب أهمها تحسن أوضاع الإنسان والأمن والحرية إلا أن ما يحصل اليوم وبعد عامين من اندلاع هذه الثورات لم يتحقق شيء في بلدانها بل ازدادت الأوضاع سوءا. وأوضح المتدخلون أن الدول الغربية المتمثلة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا استغلت بعض المظاهرات الشعبية السلمية التي بدأت هنا وهناك في بلدان ما يسمى بالربيع العربي للمطالبة بالحياة الكريمة والديمقراطية، لزعزعة استقرار الدول وخلق الفوضى التي وصلت إلى حد الحرب الأهلية كما هو حاصل حاليا في سوريا. كما أكد الخبراء الذين شاركوا، أمس، بفندق الهيلتون، في يوم دراسي تحت عنوان ”الثورات العربية، حقيقة أم خيال؟” من تنظيم الحركة النسوية الجزائرية للتضامن مع الأسرة الريفية والمركز الدولي للبحث والدراسات في الإرهاب وضحايا الإرهاب أن ما يعرف بالثروات العربية أخفقت في تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها وهي الديمقراطية وحياة أفضل لشعوب الدول المعنية، موضحين أن النتائج التي أفرزتها هذه الثورات في كل من ليبيا وتونس ومصر جاءت بعكس ما كان منتظرا منها وكانت لها انعكاسات سلبية داخل هذه الدول ودول المنطقة. وحسب السيدة سعيدة بن حبيلس رئيسة الحركة النسوية الجزائرية للتضامن مع الأسرة الريفية فإن حصيلة هذه الثورات تبقي سلبية إذ أن وضعية حقوق الإنسان والمرأة قد تراجعت في هذه الدول كما أن الوضع الأمني بها أصبح غير مستقر. وأوضحت المتحدثة أن ما حدث في كل من تونس وليبيا ومصر وحاليا في سوريا يطرح أكثر من تساؤل خاصة وأنه لن يتم خلال الاحتجاجات رفع أي شعار مندد بالصهيونية وباحتلال الأراضي العربية الفلسطينية وباستمرار بناء المستوطنات والجرائم التي تقترفها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني. من جهته، أكد السيد إيريك ديليسي محلل في الاستخبارات ومدير المركز الفرنسي للبحث حول المعلومات الإستخباراتية أن هذه الثورات كان مخططا لها من الخارج من خلال استغلال بعض الاحتجاجات التي كانت تحدث في تلك الدول، مشيرا إلى أن المنظمات غير الحكومية وشبكات التواصل الاجتماعي ومعها وسائل الأعلام كان لها دور كبير في تأجيج الأوضاع، حيث استعملت كأداة لاندلاع شرارة تلك الثورات فضلا استغلالها للمنظمات الإنسانية وشبكات التواصل الاجتماعي في التخطيط وتوفير الظروف لنشوب هذه الثورات.