دعا مؤرخون وأساتذة إلى ضرورة صياغة الذاكرة التاريخية للجزائر بطريقة علمية بعيدا عن العاطفة والجهوية والحسابات، مؤكدين أن مجتمعا دون ذاكرة هو مجتمع دون تاريخ، كما دعا هؤلاء إلى ضرورة إعادة الاعتبار لمادة التاريخ في المناهج التربوية لجلب اهتمام الأجيال نحو معرفة تاريخ بلادهم وذلك من خلال رفع المعامل المعتمد في الامتحانات. وأكد الدكتور محمد العربي الزبيري، الباحث في التاريخ، خلال ندوة الذاكرة التي نظمتها، أمس، جمعية ”مشعل الشهيد” بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية بالمركز الثقافي عيسى مسعودي تناولت موضوع الدفاع عن الذاكرة الوطنية تكريما للشهيد ديدوش مراد صاحب مقولة ”إذا استشهدنا دافعوا عن ذاكرتنا” أنه يتوجب علينا العودة إلى بيان أول نوفمبر للدفاع عن الذاكرة الوطنية وذلك بإعادة صياغة التاريخ على الأسس العلمية. وتأسف الدكتور -في هذا الصدد- على عدم الاهتمام واللامبالاة إزاء صياغة وإعادة صياغة التاريخ، مؤكدا أن التاريخ لا يعرف العاطفة ولا الجهوية داعيا إلى العمل على توجيه الأبناء والأجيال نحو الطريق الصحيح قبل فوات الأوان.كما ألح الدكتور الزبيري على ضرورة التعامل مع التاريخ كعلم وإخضاعه للمعايير والمقاييس العلمية وذلك بترك مهمة علاجه إلى العلماء، معتبرا أن تاريخنا مهدد بالإهمال إذا لم يجد من يدافع عنه، بل الأكثر من ذلك نعتمد في دراسة تاريخنا على كتابات مؤرخين أجانب، لاسيما الفرنسيين وتلامذتهم. من جهته، أكد الدكتور فراد محمد أرزقي، باحث في التاريخ والتراث، على أهمية مشاركة المجتمع المدني في إعادة الاعتبار لمادة التاريخ التي تعرف نفورا من طرف التلاميذ والطلبة بسبب الطرق التي تلقن بها والتي لا ترقى إلى أهمية هذه المادة. وعرفت المناقشة، التي نشطها أعضاء من المجتمع المدني ومجاهدون وصحفيون وبحضور بعض رفاق الشهيد، اقتراح جمع مليون ونصف مليون توقيع من تلاميذ المدارس والطلبة للمطالبة بإعادة الاعتبار لمادة التاريخ وترقيتها ضمن مواد المناهج التعليمية وهو الاقتراح الذي استقطب موافقة الحضور، خاصة جمعية مشعل الشهيد التي وعدت بالعمل على تجسيده في الميدان. للإشارة، فإن الندوة التي خصصت للدفاع عن الذاكرة الوطنية نظمت تكريما لروح الشهيد البطل ديدوش مراد بمناسبة الذكرى ال 58 لاستشهاده.