يبدو أن أزمة غاز البوتان التي عرفتها الجزائر السنة الماضية في ظل موجة البرد التي مست العاصمة والولايات الأخرى ستعود من جديد، بسبب محدودية هذه المادة الحيوية التي توفرها شركة نفطال للمحطات الخاصة، ومازالت صورة الطوابير غير المنتهية للموزعين راسخة أمام هذه المحطات، مما يؤكد أنّ الأزمة لم ولن تنتهي بالرغم من التعليمات الصارمة التي قدمها وزير الطاقة و المناجم لتزويد الخواص بالغاز للعمل ليلا ونهارا، لكن لسوء الحظ ضربت التعليمة عرض الحائط، حسبما أكدته زيارتنا لمختلف مراكز التعبئة، على غرار سيدي رزين ببراقي، الحراش وسيدي عباد بتسالة المرجة . تشهد محطة نفطال وباقي المحطات الخاصة بمختلف بلديات العاصمة التي زارتها “المساء” على غرار سيدي رزين ببراقي، الحراش وسيدي عباد ب(تسالة المرجة) منذ بداية التقلب الجوي، طوابير يومية للظفر بقارورة غاز بوتان، وأمام النقص في هذه المادة الحيوية من طرف مؤسسة نفطال ترك المواطنين في مأزق كبير نظرا لأهميتها، خاصة في ظل ترقب عودة الاضطرابات الجوية هذه السنة.
طوابير لا متناهية للموزعين ليلا ونهارا أمام مراكز التعبئة أكدت الجولة الميدانية التي قادتنا إلى مختلف مراكز تعبئة الغاز، أن الموزعين لا يزالون يجدون صعوبات في تعبئة قارورات الغاز ويبيتون في العراء من أجل الاستفادة من حمولة واحدة فقط، و في بعض الأحيان ينتظرون بدون فائدة و يعودون أدراجهم بدون الاستفادة من التعبئة، وهذا راجع لنقص الكمية المقدمة من طرف شركة نفطال، يقول أحد الموزعين الذين وجدناه بمحطة سيدي عباد بتسالة المرجة وبلهجة ممزوجة بالانتقاد، أعرب بعض الموزعين الذين وجدناهم بنفس المكان أنهم يطيلون الانتظار بمختلف المراكز خصوصا بمحطة سيد رزين ويقفون في طوابير غير منتهية من أجل تعبئة القارورات، مما يعني أن الأزمة لم تنته وهي نفس الصورة التي تتكرر في كل سنة بالرغم من التعليمات المقدمة من طرف الدولة لتسهيل عمليات التعبئة وعدم ترك المواطن في حاجة لهذه المادة الحيوية الضرورية خصوصا في فصل الشتاء، و حمّل أحد الموزعين المسؤولية لشركة نفطال التي تقدم عددا محدودا من هذه المادة، مما يولد الأزمة ويشكل الطوابير، حيث قال ل«المساء” إذا لم تقم نفطال بدورها كما ينبغي فلا يمكننا لوم الخواص الذين يحتم عليهم الأمر إغلاق المؤسسة باكرا أي مع نفاد الغاز الذي بحوزتهم، فمؤسسة “بتروفينا” بسيدي عباد تبذل مجهودات كبيرة لإرضاء زبائنها لكنها تضطر لغلق أبوابها على الساعة الواحدة زوالا، لأنها محدودة الغاز، وأشار موزع آخر إلى الشاحنات الفارغة الموجودة بمحطة سيدي عباد والتي كلفت المسؤولين شراءها بمليارين على الأقل لكنها متوقفة عن العمل، بسبب شركة نفطال التي تقدم 5 جولات في اليوم الواحد، والمفروض أن توزع هذه الشركة 18 إلى 20 حاوية لتلبية طلبات الجميع، في حين أكد آخر، أن مجرد الحصول على الفاتورة يتطلب الانتظار لمدة ساعة كاملة .
الخواص يحملون مؤسسة نفطال المسؤولية حملت محطات الخواص لتعبئة الغاز مؤسسة نفطال مسؤولية العجز في تلبية حاجيات الموزعين و المواطنين في آن واحد، حيث أكد مصدر مسؤول من محطة “بتروفينا” بسيدي عباد ل “المساء”، أنّ هذه الشركة تتعامل مباشرة مع نفطال بعدما كانت تقوم بتعبئة الغاز من شركة سوناطراك التي كانت تقوم بواجبها كما ينبغي، والكمية المقدمة والتي تتراوح بين 7 و 8 حمولات في اليوم كانت كافية لسد حاجيات الموزعين، عكس مؤسسة نفطال التي تقدم 5 حمولات فقط في اليوم و هي كمية محدودة وغير كافية، مما يجعل مؤسستنا تعمل لمدة نصف يوم فقط أي من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الواحدة زوالا فقط أي مع انتهاء كمية الغاز المتحصل عليها، هذه الوضعية تجعل الموزعين ينتظرون في شكل طوابير غير منتهية أمام الباب وهناك من يبيت لانتظار دوره، مؤكدا أن الأزمة لن تحلّ إذا استمرت نفطال بالتعامل مع الخواص بهذه الطريقة و ستلقى ردودا غير متوقعة من طرف الموزعين الذين أعربوا عن انتقادهم لهذه الوضعية، وتواصل الأزمة بالرغم من وجود الغاز بمركز “سيدي رزين” هذا الأخير تسبب في تعطيل الموزعين عن أداء واجبهم في الوقت المناسب بسبب السياسة المنتجة من طرف المسيرين والتي لا تخدم المواطن بالدرجة رقم واحد، مشيرا نفس المصدر إلى أنّ شركات الخواص ستغلق أبوابها إذا عادت الثلوج مثلما حدث في السنة الماضية بسبب قلة الغاز .
“ بتروفينا “ تتكبد خسائر كبيرة بسبب نفطال أكد المسؤول الذي تحدثنا معه بمركز سيدي عباد بتسالة المرجة أنّ مؤسسته “بتروفينا” تعمل بالخسارة منذ فترة طويلة، وهي معرضة للتوقف في أي لحظة بسبب ثمن الحمولة التي تضاعف ثلاث مرات عن السابق من طرف نفطال لأن هذه الأخيرة تقوم بشراء الغاز من سوناطراك ثم تبيعه لنا بأثمان باهضة لتعوض الخسارة، ويتم التعامل مع نفطال بفاتورة مزدوجة، مما يجعلنا ندفع الضرائب على مرتين وهي وسيلة تعطيل للنشاط، إضافة إلى ذلك لم نجد المال الكافي لدفع الديون التي على عاتقنا من أجل شراء عتاد وشاحنات كبرى بأموال باهضة، حيث يبلغ ثمن الشاحنة الواحدة ملياري سنتيم على الأقل لكنها متوقفة في الحظائر ولا تعمل بسبب محدودية الغاز الذي تقدمه شركة نفطال، بالإضافة إلى ذلك بلغ ثمن قارورة الغاز فارغة 400 ألف سنتيم نشتريها بعدما اشترت نفطال شركة باك، كما أن ثمن الغلاف يقدر ب 60 إلى 70 مليار سنتيم، وهي أموال كلها نخسرها بدون مقابل، والأمر الذي زاد الطين بلة ثمن الحمولة التي تضاعفت هي الأخرى، فبعدما كانت الحمولة الواحدة تقدر ب 500 ألف سنتيم، أصبحنا نشتريها من نفطال بمليون و200 سنتيم يقول مصدرنا .
80 عاملا ب”بسيدي عباد”مهددين بالبطالة لم تجد محطات الخواص من حلّ أمام الكمية الصغيرة التي تقدمها شركة نفطال والتي ولدت أزمة لدى المواطنين والموزعين سوى غلق شركاتها في حالة تكرار سيناريو السنة الماضية وهو الأمر الذي تحدث عنه مصدرنا، حيث قال أن الخواص توقفوا عن العمل لمدة أربعة أشهر عن العمل في السنة الماضية بعد انتهاء عقد الشراكة مع شركة سوناطراك التي رفضت التعاقد مع الخواص من جديد، و هو الأمر الذي أوقف 15 محطة تعبئة عن العمل وهذا القرار سينفذ هذه السنة، فشركتنا “ بتروفينا” ستتوقف عن العمل إذا عادت الأزمة، وستغلق الشركة أبوابها مما سيولد أزمة أخرى هي أزمة العمل وانتشار البطالة بعد صرف 80 عاملا من مناصبهم في مؤسستنا، وأشار المتحدث، إلى أن الشركة ليست مستعدة لتحمل الخسارة أكثر من هذا ولن تسير على نفس المنوال بعدما كانت تعبئ الغاز بمركز أرزيو بوهران بأمر من نفطال في فيفري الماضي، مما كلّف الخواص خسارة كبيرة بالرغم من وجود الغاز بسيد الرزين ببراقي، من جهتنا تقربنا من مركزي تعبئة الغاز بسيدي رزين والحراش للإجابة عن تساؤلاتنا، لكن لم نلق استجابة من مسؤولي هذين المركزين الذين رفضوا الحديث معنا.