أزمة كبيرة يعرفها غاز البوتان منذ أسبوع نظرا لارتفاع الاستهلاك نتيجة للاضطرابات الجوية التي تجتاح الجزائر منذ أسبوع، حيث يعرف مركزا إنتاج غاز البترول المميع المتواجدان بكل من الحراش وسيدي رزين التابعة لشركة نفطال، ارتفاعا في الطلب بشكل كبير، مصحوبة بحالة قلق و»نرفزة« من قبل المواطنين الذين اصطفوا في طوابير طويلة كل واحد ينتظر دوره لاقتناء قارورات الغاز. هذه الوضعية جعلت »الشعب« تتنقل إلى مركز إنتاج غاز البوتان في كل من الحراش وسيدي رزين لإجراء استطلاع لمعرفة أسباب هذه الأزمة، لكنه تعذر علينا دخول المركز الأول بسبب صعوبة حركة المرور التي استمرت لساعات طويلة، منعتنا حتى من الاقتراب من المدخل الرئيسي لهذه الوحدة، لنتوجه إلى مركز سيدي رزين حيث كانت الوضعية اقل سوءا، بالنسبة لحركة السير، وبعد أن تفحصوا وثائقنا وتأكدوا بأننا صحافيين سمح لنا بالدخول والالتقاء بالمسؤولين. استقبلنا مدير الأمن الصناعي والصحة والبيئة قداشي حاج في المدخل الرئيسي وقمنا برفقته بجولة في مركز غاز البترول المميع »البوتان« بسيدي رزين، وأجابنا عن الأسئلة التي طرحناها. أكد قداشي حاج أن هذا المركز رفع من طاقته الإنتاجية للاستجابة للطلب المتزايد لغاز البوتان، حيث أصبح يعمل 24 ساعة بدون انقطاع، مشيرا إلى انه يبقى لغاية ساعات متأخرة من الليل في عمل مستمر لتسيير الأزمة التي يعرفها الغاز، مشيرا إلى تشكيل خلية لهذا الغرض على مستوى الوحدة. وفيما يتعلق بكمية غاز البوتان التي يوفرها المركز قال مدير الأمن الصناعي بأنها فاقت 22 ألف قارورة، بمعدل 2400 قارورة في الساعة، وذلك بزيادة قرابة 7 آلاف قارورة عن الإنتاج العادي الذي يصل يوميا إلى حوالي 16 ألف قارورة، مؤكدا أن لدى المصنع الوسائل اللازمة لتلبية الطلب الحالي، عن طريق الكمية التي ما تزال في الخزانات والتي تلبي حاجيات السكان لمدة يومين ونصف في انتظار وصول البواخر من آرزيو. وأوضح في سياق متصل أن غاز البوتان المعبأ في القارورات يأتي من ارزيو عن طريق بواخر ذات حمولة تتراوح ما بين 3000 و4500 طن من الغاز السائل غير معبئ، (كل 1 طن يعبئ 77 قارورة) غير أن رداءة الأحوال الجوية تحول دون دخولها إلى ميناء العاصمة، حيث ينتظر وصول 3 بواخر لتجديد المخزون الذي لا يكفي الطلب لأكثر من يومين. وفي رده عن سؤال حول الإجراءات المتخذة في حالة تأخر هذه البواخر لمدة أطول خاصة وأن تلبية احتياجات العاصمة والولايات المجاورة تعتمد بنسبة 90 بالمائة في تموينها بالغاز، وتصل إلى 2 طن يوميا، أكد المتحدث في إجابته عن هذا السؤال قائلا »اتخذنا كل الاحتياطات اللازمة، وجندنا كل الوسائل اللازمة لتفادي نفاد الخزانات في ظل تزايد الطلب على غاز البوتان، حيث تم إرسال شاحنات بصهاريج ضخمة إلى آرزيو، وبالرغم من ذلك يبقى تأخر وصول الغاز إلى العاصمة مطروحا بسبب صعوبة المرور بسبب الاضطرابات الجوية التي ستستمر حسب مديرية الأرصاد الجوية خلال الأسبوع المقبل«، مشيرا إلى »أن المركز يمون 7 ولايات : العاصمة، البليدة، بومرداس، تيزي وزو، البويرة، بومرداس، المدية وتيبازة«. وأضاف في هذا الصدد، بأن مصنع سيدي رزين يمون نقاط بيع نفطال ويبيع للخواص الذين لديهم سجل تجاري، مشيرا إلى أن سعر القارورة الواحدة المدعم عندما تخرج من هنا لا يتعدى 170 دج، وتصل إلى المستهلك بثمن لا يزيد عن 200 دج، مؤكدا بأن المضاربة هي التي تلهب السعر.