توفي المؤرخ الفرنسي، روبرت بونود، المناضل من أجل القضية الجزائرية إبان الاستعمار الفرنسي يوم الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز 83 سنة. وقد كان روبرت بونود الذي ولد في 13 نوفمبر سنة 1929 بمدينة مارسيليا صوتا مناهضا للاستعمار الفرنسي، ومناضلا دائما ضد الاحتلال. فبعد أدائه لخدمة العسكرية جند مرة أخرى في صفوف الجيش الذي أرسله إلى الجزائر لتدعيم الجيش الفرنسي هناك، وقد شارك في 25 أكتوبر 1956 في عملية عسكرية بجبل ”بوكماش”. وعندما رأى همجية الجيش الفرنسي الذي قام بعد هذه المعركة بتعذيب وذبح المجاهدين الذين أخذهم كأسرى قررمساندة الثورة ليطلق بعدها حملة تحسيسية نشيطة ضد الحرب، قبل أن يدلي بشاهدته عند عودته إلى فرنسا في شهر ديسمبر1956 حول التصرفات الإجرامية للجيش الفرنسي. وكان روبرت بوند ضمن من عرفوا بحاملي الحقائب الذين كانوا يدعمون الثورة بنقل الأسلحة والأموال من أوروبا إلى الثورة التحريرية منذ سنة 1959، غير أن السلطات الفرنسية اكتشفت أمره وسجنته في جوان 1961 بفرنسا وبقي هناك إلى غاية ظهور بودار الاستقلال بعد مفاوضات ايفيان، حيث تم إطلاق سراحه في جوان 1962. لكنه حرم من منصبه كأستاذ جامعي الذي كان يشغله قبل ذلك بسبب مساعدته للثورة التحريرية إلى غاية سنة 1966 حيث استفاد من إجراءات العفو ليلتحق بباريس ويواصل مشواره الجامعي هناك.