سيكون المنتخب الجزائري لكرة القدم، اليوم، في وضع لا يسمح له بالتفكير في غير الفوز، عندما يواجه نظيره الطوغولي، الذي سيرفع ذات الشعار حتى لا يضطر هو الاخر إلى ترتيب حقائبه والتأهب للعودة إلى بلاده. وكان بإمكان “الخضر” تفادي مثل هذه الوضعية، لكن سذاجتهم في التعامل مع المنتخب التونسي، الذي نام طوال 90 دقيقة من المباراة قبل أن يلدغ لاعبه المساكني مرمى ‘'الخضر'' بقذفة صاروخية من بعد 30 م أرغمتهم على اللعب تحت الضغط مبكرا والخوف من تعثر يثقل صدورهم ويقض مضجعهم فيما تبقى من منافسة، خاصة عشية اليوم، حيث تحتم عليهم هذه الوضعية أن ينتفضوا ويبعدوا من مخيلتهم سيناريو أنغولا 2010، لأن التأهل يومها شكل الاستثناء، والاسثتناء لا يتكرر في كل دورة. ويراهن الطاقم الفني الوطني على الجانب البسيكولوجي لتمكين أشباله من نسيان خسارتهم في الداربي المغاربي، لأنه يدرك أن أي تعثر آخر يعني ببساطة خروج “الخضر” عن روح “الكان” أي قبل خوض المقابلة الثالثة أمام كوت ديفوار، التي ستكون وداعية للدورة. كما حاول الناخب الوطني أن يغرس روح التفاؤل في نفوس لاعبيه مجددا وهو يحث عناصره على رفع التحدي وقال “إن مباراة تونس طويت ويجب علينا تدارك ما فات أمام الطوغو”. ويرتقب أن يحدث حليلوزيتش بعض التغييرات على الخطة المنتهجة، لكن ذلك يتوقف على مدى تخلصه من الحذر الذي انتابه في لقاء تونس، حيث عجز عن إحداث النقلة في وقت كانت فيه التشكيلة التونسية في متناول أشباله، خاصة في الشوط الأول. ويقول حليلوزيتش إنه سيوظف الورقة الهجومية على أوسع نطاق، ودون شك فإن ذلك سيدفع به إلى إعادة النظر في تشكيلته الأساسية من خلال الاستغناء عن لاعب الوسط الدفاعي الثالث الذي اعتمد عليه في المقابلة السابقة، من أجل إقحام مهاجم إضافي. ومن الممكن جدا أن يبدأ هلال سوداني أو زميله أمين عودية المباراة كمهاجم ثان بجانب إسلام سليماني، الذي كثيرا ما وجد نفسه معزولا وسط الدفاع التونسي الثلاثاء المنصرم، فيما ستوكل مهمة تنشيط الهجوم للاعبين فؤاد قادير وسفيان فغولي، المطالبين ‘'بالانتفاضة'' هذه المرة بعد مردودهما المتواضع جدا في المقابلة الأولى. وبناء على الاستراتيجية المتوقع انتهاجها، فإن مهدي مصطفى الذي لعب في وسط الميدان الدفاعي أمام تونس، سيستعيد منصبه الأصلي في الجهة اليمنى من الدفاع، معوضا ياسين كادامورو الذي كان مردوده مخيبا في خرجته الأولى بالنهائيات القارية. بالمقابل، ينتظر من الناخب الوطني الاحتفاظ ببقية التركيبة التي واجه بها، ولكن بفلسفة هجومية قد تعكس الرغبة الكبيرة التي أبان عنها الجميع في المنتخب الوطني لبعث حظوظ ‘'الخضر'' في التأهل قبل ملاقاة ‘'فيلة'' كوت ديفوار. لكن ذات الطموح يسكن نفوس الطوغوليين أيضا، الراغبين في تسجيل أول فوز لهم في الطبعة ال 29 يمكنهم من التمسك بأمل مواصلة المسابقة في انتظار مواجهة تونس في الجولة الأخيرة. وتعكس تصريحات قائد منتخب طوغو، إيمانويل أديبايور، الإرادة الكبيرة التي يستعد بها رفقة زملائه لرفع التحدي أمام الجزائر، في مباراة تنذر الخاسر فيها بالحسرة وتبعده نهائيا من المحفل القاري من دوره الأول.