تظهر التنبؤات الجوية أن حالة الطقس ستبقى متقلبة إلى الاثنين المقبل، لاسيما في شمال البلاد. وكانت نهاية الأسبوع قد شهدت استمرارا لتساقط الأمطار والبرد والثلوج التي غطت الكثير من المدن الداخلية، ورغم بهجة المواطنين بالثلوج، فإن بعض الولايات انقطعت بها الكهرباء وأغلقت فيها الطرقات مما شكل خطرا على الكثيرين. وحسب آخر النشرات الجوية المقدمة، فإن سقوط الثلوج استمر، لاسيما في المرتفعات التي يبلغ علوها أزيد من 800 متر في عدة ولايات، لاسيما تيزي وزو، البويرة، تبسة، خنشلة، سطيف، برج بوعريريج، باتنة وأم البواقي. وأحصت الحماية المدنية نهاية الأسبوع 4231 تدخلا على المستوى الوطني، لاسيما في الولايات الشمالية، وحسب نائب المدير المكلف بالإعلام والإحصائيات بالحماية المدنية، الرائد فاروق عاشور، فإنها شملت إنقاذ وإجلاء المصابين المحاصرين جراء تراكم الثلوج، لاسيما في سطيفوبرج بوعريريج والبويرة وتيزي وزو، كما سجل سقوط جدار في باش جراح، ورغم إعادة فتح عدد كبير من الطرق المقطوعة، فإنه شدد على أن يستمر المواطنون في أخذ الحيطة في مثل هذه الأجواء. وشهدت ولاية برج بوعريرج تدخل عناصر الحماية المدنية لإنقاذ 24 تلميذا كانوا على متن حافلة محاصرة بالثلوج، وتم إجلاؤهم جميعا، كما تمكنت ذات المصالح من تخليص 25 سيارة و12 شاحنة كانت محاصرة بالثلوج في الطريق الوطني رقم 5 بولاية سطيف، وأضاف المصدر أنه سجلت عمليات تدخل أخرى جراء الفيضانات وسقوط الأشجار والرياح القوية التي ميزت العديد من مناطق البلاد. وحسب بيان لمصالح الدرك الوطني، ورد إلينا أمس، فإنه تم تسجيل قطع العديد من الطرقات على المستوى الوطني بسبب تراكم الثلوج وكذا انجراف التربة وانهيار جسر في ولاية سعيدة. وتسببت تقلبات الطقس التي عرفتها ولاية سطيف في تسجيل تذبذب في التموين بالكهرباء، تسببت فيها أعطاب على مستوى الشبكة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي ليلة الأربعاء إلى الخميس بالمناطق الشمالية، خاصة في عشاش وبني ورثيلان والملسة والمهدية وذلك بعد تضرر أربعة مراكز للتوزيع العمومي للكهرباء. وواجه أعوان مؤسسة سونلغاز العديد من الصعوبات، التي عرقلت عمل الفرق التقنية كغياب وصعوبة المسالك بفعل تراكم الثلوج بأغلب مناطق الجهة الشمالية للولاية، خاصة وأن مجمل الأعطاب سجلت بالمناطق الجبلية المعزولة. وشهدت ولاية قسنطينة على غرار باقي ولايات الشرق الجزائري تساقط كميات كبيرة من الأمطار المصحوبة برياح وثلوج، وأكدت سرية الطرقات التابعة لمصالح الدرك الوطني أنها لم تشهد أية عرقلة في حركة المرور، موجهة نداء إلى المواطنين مستعملي الطرقات بتوخي الحذر والتقليل من السرعة والاستنجاد بمركز العمليات عبر الخط الأخضر 1055 في حال وقوع أي مشكل أو للاستفسار عن حالة الطرق. من جهتها، سجلت مصالح الحماية المدينة عدة تدخلات لإنقاذ مواطنين، خاصة حالات الاختناق، حيث أسعفت 17 فردا منهم 8 من عائلة واحدة كانوا على وشك الاختناق، وتم نقلهم إلى المستشفى الجامعي، إضافة إلى تدخل لإطفاء حريق شب بمنزل في عمارة بحي منتوري أتى على الأفرشة والأثاث دون تسجيل أية خسائر في الأرواح. وبغرب البلاد، تسببت الرياح القوية بوهران في انهيار جدران بعمارات وسقوط أعمدة كهربائية وأشجار، لاسيما بحي "الحمري" وحي "الدرب". وأفادت حصيلة جزئية للحماية المدنية بسقوط أحد الكوابل الكهربائية ذات الضغط العالي ببطيوة وكذا عمودين كهربائيين بمنطقة سان روك (عين الترك) ومدخل مدينة قديل ولوحة إشهارية بحي "المدينةالجديدة" في وهران. وتسببت شدة الرياح كذلك في اقتلاع شجرتين بسيدي بختي بدائرة بوتليليس مع تضرر زهاء عشرة خزانات للماء بأسطح العمارات بحي 2000 سكن بحي خميستي، حسب المصدر، الذي أشار إلى خطر انهيار عمارة بشارع "ابن سينا" بعاصمة الولاية، وحسب مندوب بمصالح البلدية فقد اقتلعت عدة مصابيح عمومية وأشجار وأسقف جراء الرياح القوية. وبولاية تيسمسيلت غمرت مياه الأمطار الغزيرة التي تهاطلت أول أمس العديد من المساكن. وسجلت تسربات لمياه الأمطار بأحياء "خباز الجيلالي" و«طريق حمادية"، الذي سجل به انهيار جدار بمسكن إضافة إلى حي "116 مسكن" بتيسمسيلت، فضلا عن عدد من المساكن بحي "جدو قدور" بمدينة لرجام، إضافة إلى تسجيل تجمع كميات كبيرة من المياه بأحد أحياء ثنية الحد. وأشار المصدر إلى أن التساقط الغزير للأمطار تسبب في انحراف سيارة بمنطقة "عين السلطان" بشطر الطريق الوطني رقم 14 الرابط بين ثنية الحد والعيون، مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح تم نقلهما إلى مصلحة الاستعجالات الطبية للمؤسسة العمومية الاستشفائية بثنية الحد.