احتضنت أول أمس قرية بومسعود ببلدية مسوحال بتيزي وزو، العديد من النشاطات الثقافية والفنية، وذلك إحياء للذكرى الأولى لرحيل الفنان القدير شريف خدام، وقد كان ذلك بالتنسيق مع الجمعية الثقافية ولجنة قرية بومسعود ومديرية الثقافة للولاية. تضمن برنامج الذكرى الذي احتضنه المنزل القديم لشريف خدام بقرية بومسعود، معرضا مفتوحا للجمهور ضم مقالات صحفية تناولت حياة ومسيرة الفنان، وكذا كتبا تحدثت عن مشواره الفني وسيرته الذاتية، كما توجه بعض الفنانين وعائلة الفنان، أصدقاؤه وأقرباؤه إلى مقبرة القرية لوضع باقة من الزهور على قبره وقراءة فاتحة الكتاب والترحم على روحه. لقيت الذكرى إقبالا كبيرا للجمهور القبائلي، حيث لم تمنع كميات الأمطار المتهاطلة من إقبال المواطنين على المشاركة في إحياء الذكرى الأولى لرحيل المغني، الشاعر والملحن القبائلي شريف خدام، أحد أهم كبار الفن والمدرسة الفنية الرائدة، فنان معروف بأدائه الأغنية الوطنية الداعية إلى الوحدة وحب الوطن الجزائري، ولعل أغنية “الدزاير إنشاء الله اتحلوظ” (بمعنى الجزائر إنشاء الله ستشفين) خير دليل على حبه الكبير لوطنه، فبالرغم من الغربة الطويلة في فرنسا، إلا أنه لم يتنكر يوما لوطنيته وجزائريته وانتمائه لوطنه وأمازيغيته. وقال السيد أعمر مراح رئيس “جمعية شريف خدام”، أن هذه التظاهرة فرصة لنا للحديث عن مشوار الفنان وسيرته الحافلة بالعطاء الفني الكبير لهذا الشاعر والملحن المحبوب لدى الجميع، كما أنها فرصة ليجتمع أصدقاؤه، أقرباؤه وكذا تلامذته. وأضاف المتحدث أن هذه الذكرى فرصة لاقتراح فكرة إنشاء مدرسة للموسيقى، وكذا خلق مؤسسة تحمل اسم الفنان شريف خدام. وأجمع بعض الفنانين الحاضرين في هذه الاحتفالية، على انه بقي الكثير من العمل للرقي بالموسيقى في بلادنا وأن الأموال الكبيرة التي تسخر لإحياء برامج الذكرى بالإمكان استغلالها لفتح وخلق مدرسة موسيقى، والذي يعد استثمارا دائما في المجال الثقافي. من جهة أخرى، تم تنظيم حصة خاصة للحديث عن عملاق الأغنية القبائلية “دا شريف” بإذاعة جرجرة لتيزي وزو، التي استضافت لمدة يومين وجوها فنية من قدماء الفن القبائلي أمثال كريم ابرانيس، مليكة دومران، سي موح، حسن عباسي وغيرهم، الذين تحدثوا عن المشوار الفني لشريف خدام ابن قرية أيت بومسعود، الذي شاءت الأقدار أن يفارق الحياة عن عمر يناهز ال 85 سنة بعد صراع طويل مع مرض القصور الكلوي بمستشفى بباريس تاركا وراءه إرثا ومشوارا مفعما بالابداع والأغاني والألبومات المتنوعة تدعو كلها إلى حب الوطن، وقضى حياته في الجمع بين التراث والحداثة بإدخال الآلات الموسيقية الحديثة على الأغنية القبائلية، التي خدمها بكل روحه وأبى ان يفارقها الى ان فرقته عنها الموت، ليرحل تاركا بصماته على سجل عمالقة الموسيقى.