أحيت،أول أمس، مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو الذكرى الأولى لرحيل عميد الأغنية القبائلية، شريف خدام، من خلال الاحتفاء بالأعمال التي تركها الدا الشريف والتي تدخل في سجل الموسيقي الجزائرية ، للتعريف بما قدمه الفنان مبدع »يليس نثمورثيو« الذي ترك وراءه رصيدا ثريا و أعطى خمسين سنة من حياته لتطوير الأغنية القبائلية التي نقلها من طابعها الفلكلوري إلى الطابع العالمي بإدخال الاوركسترا والمجموعة الصوتية في الأغاني التي يؤديها. صادف تاريخ 23 من شهر جانفي ، رحيل عميد الأغنية القبائلية المطرب والمؤلف الموسيقي شريف خدام عن عمر يناهز 85 عاما، ولم تفوت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو الفرصة لتتذكر هذا الفنان من خلال تنظيم وقفة تكريمية والوقوف عند انجازاته التي أثرت سجل الموسيقى الجزائرية . غنى شريف خدام عن الغربة الحب والوطن في موسوعته الشهيرة بعنوان »الجزائر إن شاء الله«كما تفنن في رائعة »ليس نثمورثيو« و»بنت بلادي« التي ألفها 1955م، بعد أن تعلم المبادئ الأولى للموسيقى على يد الموسيقار محمد الجاموسي، تفرغه بعد ذلك لتقديم برامج تختص بالتراث الموسيقي الجزائر، ولعل أشهرها حصة »اشنايان اوزكا« أو»فنانو الغد«، التي كان يقدمها على أمواج القناة الثانية الناطقة بالأمازيغية، والتي سمحت باكتشاف مواهب ساطعة في مجال الأغنية القبائلية، على غرار آيت منڤلات وإيدير. لم يكن ابن قرية أيت بومسعود يعرف شيئا عن الموسيقى ولم يخطر بباله يوما أنه سيلج هذا العالم الفسيح، خاصة بعد تكوينه الديني ومروره عبر المدرسة القرآنية في طفولته ثم زاوية بوجليل التي كانت تؤهله ليكون إماما، لكنه اكتشف ميوله للفن والموسيقى على ارض الجن والملائكة. دخل عالم الموسيقى بالمقاهي الباريسية، ليؤلف أول أغنية له بعنوان »ليس نثمورثيو«. وبعد الاستقلال مباشرة عاد شريف خدام مباشرة إلى الجزائر، وأشرف على برنامج بالقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية ويعد المطرب شريف خدام أول من جدد في الموسيقى الأمازيغية من خلال الجمع بين التراث والحداثة بإدخال الآلات الموسيقية الحديثة على الأغنية القبائلية، ورغم أن قدومه إلى عالم الفن والموسيقى كان صدفة إلا أنه تمكن من ترك بصماته على سجل عمالقة الموسيقى. أعطى خمسين سنة من حياته لتطوير الأغنية القبائلية التي نقلها من طابعها الفلكلوري إلى الطابع العالمي بإدخال الاوركسترا والمجموعة الصوتية في الأغاني التي يؤديها. وترك شريف خدام وراءه رصيدا كبيرا من الأغاني التي لا تزال راسخة، وأعاد غناءها عدد كبير من المطربين، حيث غنى عن الحب والغربة، كما عرف الفقيد بأغانيه الوطنية أبرزها أغنية بعنوان » الجزاير إن شاء الله أتسحلوظ« »يا جزائر إن شاء الله ستشفى« التي تعد من أروع الأغاني التي غنت عن الوطن. وقد تلقت الساحة الفنية خبر وفاته بكل أسى وحزن وأجمع الكل على انه مدرسة الأغنية والموسيقى القبائلية.