في ذمة الله فقدت الساحة الفنية الجزائرية عشية أول أمس، أحد عمالقة الفن القبائلي الأصيل الفنان شريف خدام في إحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يناهز 85 سنة بعد صراع مع المرض الذي ألزمه الفراش لمدة طويلة، حيث تلقت الأسرة الفنية والثقافية خبر وفاته بحزن وألم عميقين إذ ترك الفقيد فراغا كبيرا وسط جمهوره الذي أحبّه منذ بداية مشواره الفني سنة 1955. سجل شريف خدام أول أسطوانة في بلاد الغربة سنة 1955 تحت عنوان “يليس تمورثيو” بمعنى “بنت بلادي”، كما سجل أسطوانة ثانية سنة 1958 تضم ثلاث أغاني وهي “أجلاب تمورثيو” و«نادية” و«جرجرة”، تأثر بالغربة وغنى كثيرا عن معاناته وشوقه الكبير للوطن، حيث ألف أغنية “الجزائر إن شاء الله أتسحلوض” أي “الجزائر إنشاء الله ستشفين” التي عرفت رواجا كبيرا وزادته شهرة، كما غنى أيضا عن المرأة التي يراها الركيزة الأساسية في المجتمع وغنى عن الحب والمجتمع الجزائري، عاد إلى أرض الوطن سنة 1963 ليشتغل في الإذاعة الوطنية وبالضبط في القناة الثانية الناطقة باللغة الأمازيغية أشرف على تنشيط حصته الإذاعية المشهورة “إغناين أوزكا” بمعنى “فنانو الغد”، ليكتشف عدة مواهب شابة في حصته ويتخرج على يده العديد من الفنانين القبائليين الكبار أمثال الفنان لونيس آيت منقلات وإدير ومليكة دومران، إلى جانب الفنانة القديرة نوارة التي أدى معها عدة أغاني من تأليفه وتلحينه. رحل إذا شريف خدام تاركا وراءه عطاء فنيا وإرثا ثقافيا كبيرا يبقى للجيل القادم ولن يندثر أبدا.