عاين مدير الحماية المدنية التونسية، العميد شكري بن جنات، أمس، وحدة التدخل للحماية المدنية بالدار البيضاء بالعاصمة، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى الجزائر والتي ترمي بالأساس إلى إعادة بعث اتفاقية الشراكة التي وقعها البلدان في مجال الحماية المدنية في 1985، وتفعيل دور لجنة الشراكة المتخصصة طبقا لما تقرر خلال اجتماع اللجنة المشتركة العليا الجزائريةالتونسية، التي انعقدت في تونس في 2006، وكذا الاتفاق المتوصل إليه خلال الزيارة التي قام بها وزير الداخلية والجماعات والمحلية، السيد دحو ولد قابلية، في 25 ديسمبر الماضي إلى تونس. وقد أوضح العميد بن جنات في تصريح للصحافة خلال زيارته لوحدة التدخل للحماية المدنية بالدار البيضاء (العاصمة)، أن الجزائروتونس ترغبان في إعادة إحياء الاتفاقية التي وقع عليها وزيرا داخليتي البلدين في 1985، والتي تعطل تفعيلها لأسباب سياسية، حسبه، مؤكدا أن ”تونس ما بعد الثورة عازمة على تفعيل كافة مجالات الشراكة والتعاون التي تربطها بجارتها الجزائر، ومنها مجال الحماية المدنية الذي يشكل أحد أبرز المجالات التي لا تعرف الحدود. وفي حين ذكر بأن أهم جوانب التعاون والشراكة التي تنص عليها الاتفاقية المذكورة تشمل التكوين وتبادل الخبرات والعمل الميداني المشترك، أوضح العميد بن جنات أن الكوارث لا يمكن أن توقفها الحدود ولذلك فإن الجزائروتونس تسعيان من خلال إعادة بعث اتفاقية التعاون إلى إرساء تعاون فعال وسريع في المناطق الحدودية التي تجمعهما، معربا عن أمله في أن تكون زيارة العمل التي يقوم بها إلى الجزائر من 4 إلى 7 فيفري الجاري مثمرة وتجسد التعاون المشترك في المنطقة المغاربية في مجال الحماية المدنية. من جهته، أشار المدير العام للحماية المدنية الجزائرية، العقيد مصطفى الهبيري، إلى أن زيارة نظيره التونسي إلى الجزائر ستسمح لمسؤولي المؤسستين بالنظر في مجالات التعاون المتاحة حتى يكون البلدان على استعداد لمواجهة أية كوارث محتملة، سيما في ظل وجود مناطق حدودية تجمع بينهما، كما ستسمح الزيارة أيضا بالتطرق إلى الجانب المتعلق بالتكوين وتبادل الخبرات. وتسعى الجزائروتونس إلى تقوية علاقات التعاون التي تجمعهما في مجال الحماية المدنية من خلال التنسيق وتبادل الزيارات ودعم مجال التكوين على وجه الخصوص، حيث أشاد مدير الاتصال بالحماية المدنية التونسية، السيد القاضي مونجي، في هذا الصدد، بفضل المدرسة الجزائرية للحماية المدنية في تكوين النواة الأولى للحماية المدنية التونسية، مبرزا أهمية الإنجازات التي حققتها الحماية المدنية الجزائرية بفضل التجربة التي اكتسبتها مع مرور السنين، سواء تعلق ذلك بمجال التجهيزات أو الكفاءات البشرية أو التخصصات الجديدة التي أدخلتها على أنظمة التكوين مثلما هو الحال بالنسبة لتخصص التعامل مع الكوارث المرتبطة بقطاع المحروقات. وفي حين أشار المتحدث إلى رغبة الحماية المدنية في الاستفادة من خبرة نظيرتها الجزائرية في هذه التخصصات الحديثة، أبرز الضرورة الملحة إلى تنسيق العمل الميداني بين المؤسستين من خلال ضبط البرامج المشتركة للتدخل عبر المناطق الحدودية، وتسهيل مجال تدخل كل طرف في حال حدوث أي طارئ في تراب البلد المجاور.وحسب توضيحات السيد مونجي فإن الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد دحو ولد قابلية، مرفوقا بمدير الحماية المدنية، العقيد مصطفى الهبيري، مؤخرا إلى تونس، يندرج في إطار تنفيذ قرار تفعيل اتفاق الشراكة المبرم بين وزيري داخليتي البلدين خلال اجتماع اللجنة المشتركة العليا الجزائرية-التونسية التي انعقدت بتونس في 2006. وكانت زيارة السيد ولد قابلية إلى تونس في 25 ديسمبر الماضي قد توجت بتأكيد التزام البلدين بالتنسيق الأمني المشترك والاتفاق حول تكوين وتدريب أعوان الأمن والحماية المدنية التونسيين في الجزائر وكذا إرسال بعثات وفرق جزائرية إلى تونس للاطلاع على كيفيات الحكامة الأمنية المنتهجة في تونس. للإشارة، فقد عاين المدير العام للحماية المدنية التونسية، أمس، عرضا حول الهيكل التنظيمي والتوزيع الميداني لمختلف وحدات الحماية المدنية عبر التراب الوطني، وحضر استعراضات تقنية أبرزت مدى جاهزية أعوان الحماية المدنية للتدخل في وضعيات محتملة، فيما يرتقب أن يزور اليوم المدرسة الوطنية للحماية المدنية ببرج البحري قبل أن يتوجه إلى ولاية وهران لمعاينة تنظيم المديرية الولائية وفروعها المختلفة، ثم أخيرا إلى ولاية تيبازة، حيث سيطلع على الوحدة البحرية للتدخل.