هل بدأت الحرب الحقيقية بين القوات الفرنسية والتنظيمات الإرهابية؟ يبدو أن الأمور الجدية بالنسبة للقوات الفرنسية بدأت فعلا في شمال مالي كلما ضيقت الخناق على عناصر التنظيمات الإرهابية بعد تنفيذ أول عملية انتحارية في مدينة غاو التي بقيت طيلة العشرة أشهر الأخيرة معقلا للتنظيمات الإرهابية قبل طردها منها في إطار عملية “سيرفال” الفرنسية. وذكرت مصادر مالية في مدينة غاو أن انتحاريا فجر دراجة نارية وسط وحدة من قوات الجيش المالي مما خلف إصابة أحد الجنود بينما قتل الانتحاري على التو. وسارعت حركة الجهاد والتوحيد التي كانت تبسط سيطرتها على المدينة إلى تبني العملية التي نفذت “ضد الجيش المالي الذي انحاز إلى جانب الكفار وأعداء الإسلام”. وتوعد هذا التنظيم الإرهابي القوات الفرنسية والإفريقية بتنفيذ هجومات ضد “ارتال هذه القوات وزرع ألغام وتنفيذ عمليات انتحارية”. وجاء تنفيذ هذه العملية ضمن مؤشر لمستقبل المواجهة بين هذه التنظيمات والقوات الفرنسية ومعها التعزيزات الإفريقية التي تشارك في تأمين وإعادة ولايات شمال مالي إلى سيادة الدولة المالية في باماكو. وجاءت هذه التطورات في وقت أكدت فيه مصادر عسكرية فرنسية أن وحدة من القوات الخاصة التابعة لها تمكنت رفقة قوات تشادية من استعادة مدينة تيساليت في أقصى شمال البلاد والتي تعد أحد أكبر المعاقل التي اتخذتها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مركزا لإدارة عملياتها في مالي ومراكز لتدريب عناصرها. وكان أربعة مدنيين ماليين قتلوا الأربعاء الماضي في انفجار لغم زرع أرضا على الطريق الرابط بين مدينة غاو ودوانتزا بعد عملية مماثلة على نفس الطريق وخلفت مصرع جنديين ماليين. وهي التطورات التي جعلت الأمين العام الاممي بان كي مون يبدي مخاوف متزايدة من هذه التطورات وقال أمس أن انسحاب مقاتلي التنظيمات الإرهابية من المدن التي تسيطر عليها لا يعني أنها خسرت المعركة وقال أن كل الخوف قائم من احتمال عودتهم من خلال عمليات حرب عصابات وعمليات انتحارية وقال أن انشغالنا الكبير من مخاطر عودتهم لان ذلك يمكن أن يمس دول المنطقة كلها. وفي سياق الوضع العسكري اندلعت مواجهات عنيفة بين القبعات الحمر الموالين للرئيس المالي المطاح به امادو توماني توري والقبعات الخضر الموالية للنقيب امادو صانوغو الذي أطاح بهذا الأخير شهر مارس الماضي. وقالت مصادر الجيش النظامي أن المواجهات اندلعت بعد أن رفض حوالي 800 عسكري من القوات الخاصة للرئيس المطاح به التوجه إلى شمال مالي لقتال العناصر الإرهابية هناك وهو ما أدى إلى إصابة العشرات من عناصر القوتين. وذكرت مصادر عسكرية أن جنديا على الأقل قتل وجرح ستة آخرون في هجوم قامت به أمس قوات حفظ النظام على ثكنة للقبعات الحمر بباماكو.