أفادت تقارير إعلامية بأن حدة المعارك والقصف الجوي تواصلت، أمس، في محيط مدينة كونا، بحيث انتقلت العمليات الجوية خارج المنطقة المذكورة بحيث تم، أمس، استهداف معاقل ''الإرهابيين'' في مدينة ''غاو'' التي شهدت أكثر من 10 غارات جوية ضد مواقع الحركات الإسلامية، دون أن تقدم حصيلة عن الخسائر. استدعى الرئيس الفرنسي، أمس، اجتماعا لمجلس الدفاع، لبحث تطورات التدخل الفرنسي في مالي، والذي يصادف اليوم الثالث من بداية الحرب. وقال محيط الرئيس الفرنسي إنه تفاجأ لما يتوفر عليه مقاتلو الحركات الإسلامية من معدات وآليات حربية ومن استعداد وتدريب لدى عناصر التنظيم. وثمن زعيم الانقلابيين في مالي، النقيب أمادو صانوغو، ما وصفه ب''الدور الأساسي'' الذي لعبته القوات الفرنسية في دعم الجيش المالي لاستعادة مدينة كونا، ووقف زحف الحركات الإسلامية المسلحة. وقال صانوغو، الذي كان ضد تدخل القوات الأجنبية في مالي إلى وقت قريب، إن التغطية الجوية التي قدمتها فرنسا تعد ''محورية'' في تمكين الجيش المالي من مواجهة المتمردين. وذكر زعيم الانقلاب ضد الرئيس توماني توري في 22 مارس الماضي، أن القوات المالية كانت لوحدها في المواجهة، قبل أن تتلقى الدعم من ''دول شركاء''. في سياق متصل، قررت مجموعة دول غرب إفريقيا ''إيكواس''، تأجيل اجتماعا طارئا كان مبرمجا الأربعاء المقبل في العاصمة أبيجان، إلى يوم 19 جانفي، لأسباب لم تذكرها. وقال الناطق باسم المجموعة، صوني إيغوه، إن ''الاجتماع سيخصص لأزمة مالي فقط''، من منطلق أن ''إيكواس'' تنوي إرسال 3300 جندى لدعم الجيش المالي. بدورها أعلنت الحكومة البريطانية أنها سترسل مساعدة عسكرية لوجيستية لصالح فرنسا خلال تدخلها في مالي، لكنها ''لن ترسل جنودا للمعارك''. وقالت حكومة جيمس كامرون، في بيان لها، إنها ستقدم مساعدة تخص النقل السريع ل''جنود أجانب ومعدات عسكرية'' باتجاه مالي. كما أعلنت إرسال طائرتين لنقل الجنود باتجاه مالي. وفي مكالمة هاتفية، أول أمس، جرت بين كامرون والرئيس الفرنسي، تم التأكيد على ضرورة أن ''دعم السلم في هذا البلد من قبل مجموعة إيكواس، يقتضي دعمها بقوة من طرف دول المنطقة، وإرسالها في أقرب وقت''. كما دعا كامرون وهولاند لضرورة العمل مع الحكومة المالية، ودول جوار مالي وكافة الشركاء الدوليين، لمنع نشوء بؤرة إرهابية جديدة على أبواب أوروبا. وأعلنت وزارة الدفاع المالية أن عسكريين من هيئة الأركان لدول ''إيكواس'' سيزورون باماكو، الأحد المقبل، تحسبا لنشر قوات عسكرية إفريقية لمساعدة الجيش المالي في مواجهته للحركات المسلحة في وسط وشمال مالي. وكانت السينغال وبوركينافاسو قد أعلنتا، في وقت سابقا أنهما سترسلان 500 جندي لكل منهما. وقالت دولة البنين إنها سترسل 300 عسكري لدعم الحرب في مالي التي دشنتها فرنسا ودخلت يومها الثالث، باستمرار عمليات القصف الجوي. من جانبها، أعلنت حركة الأزواد أنها ترفض تخطي الجيش المالي الحدود والانتقال إلى مدن شمال ''قبل تسوية الأزمة السياسية بينها وبين باماكو''. وناشدت حركة الأزواد المجتمع الدولي ''ألا يتخذ الهجوم ضد المواقع الإرهابية من قبل الجيش المالي المدعوم بقوات أجنبية، مطية للانتقال إلى إقليم الأزواد في الشمال''.