أشرف الوزير الأول، عبد المالك سلال، رفقة وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، على تكريم الوزراء القدامى لقطاع الفلاحة والتنمية الريفية منذ الاستقلال عرفانا وتقديرا لمجهوداتهم، وبمناسبة الاحتفال بخمسينة الاستقلال وتنظيم المعرض الكبير للفلاحة، احتضن قصر الثقافة، مساء أول أمس، حفل التكريم الذي خص، إضافة إلى الوزراء، العديد من الهيئات الوطنية التي ساهمت في إنعاش القطاع والمنظمات الدولية سواء تلك المتخصصة في الدعم الفلاحي أو المالي، إضافة إلى المجتمع المدني الذي ساهم في تنمية الريف وإشراك المرأة الريفية في التنمية الاقتصادية. وعرفانا بجهود من أشرف على قطاع الفلاحة والتنمية الريفية منذ الاستقلال وعلى هامش الاحتفال بخمسينية الاستقلال، كرمت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية 17 وزيرا تعاقبوا على الوزارة، وحضر حفل التكريم إلى جانب الوزير الأول، عبد المالك سلال، وزير القطاع، السيد رشيد بن عيسى، والسيد سيد أحمد فروخي، وزير الصيد البحري والموارد الصيدية، إضافة إلى إطارات الوزارة وممثلي الهيئات المدنية والعسكرية التي تم هي الأخرى تكريمها -بالمناسبة- نظير مجهوداتها لمساعدة وزارة الفلاحة على تحقيق رهان توفير الأمن الغذائي وإنجاح مختلف المخططات الإنمائية. وكان الوزير السابق المرحوم، عمار أوزقان، الذي كان على رأس الوزارة في الفترة الممتدة من 1962 إلى 1963، أول المدعوين لمنصة التكريم لتتسلم زوجته نيابة عنه على شهادة تقدير وعرفان من الوزير الأول ومجموعة من الهدايا الرمزية من وزير الفلاحة، لتتم دعوة زوجة المجاهد علي محساس لتتسلم شهادة التقدير والهدايا نيابة عن زوجها، الذي رغم حالته الصحية المتدهورة إلا أنه فضل المشاركة في الحفل، ومن بين الوزراء الذين وافتهم المنية وتركوا بصماتهم ولا يزال إطارات الوزارة يتذكرون خصالهم وأعمالهم، المرحوم قاصدي مرباح، الذي حضرت زوجته نيابة عنه لتسلم شهادة تكريمه، ولم تجد السيدة مرباح إلا الدموع للتعبير عن شكرها على هذه الالتفاتة الطيبة، خاصة وأن الحضور وقف لتحيتها وتخليد ذكرى وفاة الشهيد الذي قتل برصاص الغدر، ومن جهته، ناب ابن المرحوم، السيد طيبي العربي، عن والده وتحصل على شهادة تقدير وعرفان وبعض الهدايا الرمزية. التكريم خص كذلك كلا من الجيش الوطني الشعبي، الحماية المدنية والكشافة الإسلامية لما قدموه من دعم تقني ومادي لمختلف المشاريع القطاعية، مع الحرص على تنسيق الجهود للنهوض بالقطاع، كما حرص المنظمون على تكريم كل من ممثلي برنامج الأممالمتحدة للتنمية، منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، البنك العالمي، البنك الإفريقي ومفوضية الاتحاد الأوروبي بالجزائر، حيث حرص ممثلو هذه الهيئات على تسليم الشهادات للأمناء العامين ورؤساء المنظمات في الخارج. ولم يستثن التكريم الجهات التي رافقت تجسيد برنامج التجديد الريفي، ومنها الحركة النسوية الجزائرية للتضامن مع المرأة الريفية، الجمعية الجزائرية لمحو الأمية "إقرأ"، الجمعية الجزائرية للمرأة والتنمية الريفية، الجمعية الوطنية لترقية الريف وجمعية المرأة في اتصال. وكان الحفل مناسبة لجمع الأصدقاء وقدماء قطاع الفلاحة، خاصة المتقاعدين منهم الذين استغلوا المناسبة لتبادل أطراف الحديث مع الجيل الصاعد من الإطارات واستذكار أمجاد الماضي والرفقاء القدامى. تصريحات المكرمين الوزير السابق محمد رويغي (وزير للفلاحة من 12 فيفري 1988 إلى 10 نوفمبر 1988): أنا جد سعيد بهذا التكريم الذي سمح لي بلقاء رفقاء الدرب القدامى واستحضار بعض الذكريات، وأحيّ التقدم الكبير الذي شهده قطاع الفلاحة والتنمية الريفية خلال السنوات الأخيرة وهو نتاج جهود وزراء عملوا في القطاع ورفعوا الرهان لمواصلة الحركة التنموية للفلاحة رغم كل الصعوبات. الوزير السابق نور الدين بحبوح (1994 إلى 1997): الحدث هام بالنسبة لقطاع الفلاحة، الذي يحتفل اليوم بخمسين سنة من الخدمة والعمل لتحقيق الأمن الغذائي، ومبادرة الوزير رشيد بن عيسى مشكورة، خاصة وأنه حرص في هذه المناسبة على تكريم كل من مرّ على رأس الوزارة وعمل على تحقيق العديد من الإنجازات التي ساهمت في تلبية طلبات السوق الاستهلاكية الجزائرية رغم الأوقات الصعبة التي مرت بها الجزائر خلال التسعينات، والجزائر بحاجة اليوم إلى أبنائها وتشجيع كل من اجتهد لتطوير الجزائر. الوزير السابق سليم سعدي (1979 إلى 1984): أشجع مثل هذه المبادرات التكريمية لمن خدم البلاد في وقت ما، وتقييمي الشخصي لإنجازات القطاع جد إيجابية كون هناك ديناميكية متواصلة سمحت بالرفع من قدرات الإنتاج وعصرنة القطاع، غير أنني أؤمن بأن هناك ما يجب استدراكه أو تصحيحه مستقبلا مع وجوب مواصلة عملية تطوير ما تم تحقيقه. الوزير السابق سعيد بركات (1999 إلى 2008): سهرت منذ تولي منصب وزير الفلاحة والتنمية الريفية على إشراك الشباب في النشاط الفلاحي وإنعاش الريف الجزائري، وأنا اليوم فخور بهذا الاهتمام الذي يوليه الشباب للاستثمار في المجال الفلاحي وحرصهم على تطوير القدرات وكل الطاقات الاقتصادية، ولا يجب الإنكار أن الفلاحة أنقذت الجزائر منذ الاستقلال. نبيل عساف ممثل منظمة الأممالمتحدة للتغذية والزراعة "فاو": الجزائر لا تحتفل اليوم بخمسين سنة من الاستقلال فقط، بل بخمسين سنة من العلاقات مع منظمة "فاو"، وسأعمل على نقل شهادة العرفان والتقدير التي خصصتها الجزائر للمنظمة إلى الأمين العام في أقرب فرصة وهو ما أعتبره التفاتة طيبة وأعتبرها وساما للمنظمة من دولة مثل الجزائر، وأتعهد -بالمناسبة- باسم "فاو" بتقديم كل أشكال المساعدة التقنية للنهوض بالقطاع الفلاحي الذي تضاعف فيه الإنتاج منذ الاستقلال بثماني مرات، كما أن تجربتها في مجال التنمية الفلاحية والريفية تعد قدوة لباقي الدول.