سيكون الجمهور العريض غدا على موعد مع تدشين المعرض الكبير للفلاحة والتنمية الريفية الذي يمتد إلى غاية 24 فيفري الجاري ببهو قصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار ”الفلاحة والريف أمس واليوم وغدا ”، حيث نظمت وزارة الفلاحة -بالمناسبة-، أمس، زيارة تفقدية لوسائل الإعلام للوقوف على نوعية التحضيرات التي أريد لها أن تكون في مستوى الحدث وتعكس مختلف التحولات التي عرفها قطاع الفلاحة منذ اندلاع الثورة التحريرية، وذلك من ”القوربي” الذي كان يعتبر مسكن الفلاح ومأوى الثوار إلى غاية المساكن الريفية العصرية التي اقترحت من طرف الوزارة لتثبيت السكان في الريف. على هامش الزيارة التي قام بها وزير القطاع، السيد رشيد بن عيسى، أشار إلى أن الوزارة تنوي من خلال المعرض المنظم بمناسبة الاحتفالات بخمسينية الاستقلال إظهار القدرات الفلاحية للمناطق الريفية التي ترى فيها الوزارة أنها مستقبل البلاد، مؤكدا أن الريف ساهم بشكل كبير إبان الثورة التحريرية الكبرى وكان المحرك الأساسي للثوار لغاية بلوغ رهان الاستقلال، وها هو اليوم يرفع رهان الأمن الغذائي لذلك اختارت وزارة الفلاحة تكريم الشهداء في يومهم الوطني المصادف لل 18 فيفري من كل سنة بتنظيم المعرض الكبير للفلاحة، على أن تكون نهايته مع احتفالات استرجاع المحروقات المصادف لل 24 فيفري من كل سنة.وبغرض إبراز مختلف التحولات التي شهدها القطاع منذ الاستقلال ومدى تطوير سياسية التجديد الفلاحي والريفي، تمت تهيئة أجنحة العرض بشكل يجعل الزائر يتنقل من حقبة لأخرى بكل سهولة بعد أن تم إنجاز مختلف المباني التي كان الفلاح يقطن فيها من ”القوربي” إلى الكوخ إلى البيت الريفي القديم الذي لا يزال متواجدا بأعالي جبال جرجرة والأوراس إلى غاية البيت الريفي المجهز بالكهرباء والغاز، كما تم إبراز مختلف إنجازات قطاع الغابات الذي ساهم بتوفير عينات عن مختلف أنواع الأشجار والنخيل التي تزخر بها الجزائر، مع إبراز أهمية المناطق المحمية والسهبية. وبعد الخروج من عالم الريف يدخل زائر المعرض إلى عالم الصحراء التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مورد أساسي للمناطق الشمالية في جميع أنواع المنتجات الزراعية انطلاقا من القمح وإلى غاية الخضر والفواكه بجميع أنواعها، وهنا تم التركيز على نشاط البدو الرحل والمرأة الصحراوية التي لا تزال متمسكة بعاداتها ومساهماتها في إنعاش الصناعات الحرفية، وبعدها مباشرة تم إبراز نشاطات مختلف المؤسسات العمومية منها والخاصة في مجال تثمين إنتاج اللحوم بجميع أنواعها، الحليب ومشتقاته إضافة إلى ”نفق المستقبل” الذي يخص تطور إنتاج القمح منذ الاستقلال وإلى غاية اليوم. ومن بين أهم المشاركين في المعرض بنك الفلاحة والتنمية الريفية ”بدر” الذي سيستغل اللقاء للإعلان عن قرار تمديد فترة تسديد الديون بالنسبة لقرض التحدي لخمس سنوات عوض ثلاث سنوات دون فوائد، إضافة إلى شرح كيفيات الاستفادة من الدعم المقدم من طرف وزارة الفلاحة لإنعاش القطاع الفلاحي وتشجيع الشباب على الاستثمار في هذا المجال. من جهتها، شاركت العديد من المؤسسات الخاصة المتخصصة في مجال إنتاج وتركيب واستيراد التجهيزات الفلاحية من حاصدات، جرارات، آلات الغرس والجني، إضافة إلى مشاركة كل المؤسسات الناشطة في مجال الصناعات الغذائية. وحرصت وزارة الفلاحة -على حد تعبير الوزير- على إشارك كل الفاعلين وإرسال دعوات لمعاهد ومراكز التعليم والتكوين المهنيين والثانويات لتنظيم زيارات موجهة للطلبة بغرض تشجيعهم على الاستثمار في المجال الفلاحي والاستفادة من مختلف الامتيازات، وعلى هامش العرض سيتم تنظيم لقاءات تشاورية تخص مختلف الفروع والشعب الفلاحية. وفي رد الوزير على سؤال ل ”المساء” عن الشباب البطال بورقلة في الوقت الذي أعلن فيه عن توفر مساحات من الأراضي الصالحة للزراعة بالولاية تنتظر من يستثمر فيها، أكد أن الأصعب في المجال الفلاحي هو الانطلاقة وعليه تسهر الوزارة على مرافقة الشباب في إطلاق مشاريعهم الفلاحية من خلال توفير المساعدات المالية والتقنية، ومثل هذه المعارض فرصة لاستقطاب اهتمام الشباب البطال مع العلم أن الغرف الفلاحية لكل ولاية ستنظم زيارات للمعرض لصالح الفلاحين.