استعرضت المجاهدات في فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني أمس مشوارهن النضالي وكيفية انخراطهن في ثورة نوفمبر التحريرية رغم كونهن مغتربات إلا أن ذلك لم يمنعهن من الاستجابة لنداء الوطن وحاجة الجبهة الوطنية لنصفها الثاني والاستثمار فيهن خاصة وأن فرنسا الاستعمارية كانت لا تعطي أهمية للعنصر النسوي في محاربتها للثوار تنظر إليها نظرة العاجز عن إحداث أي تغيير. في هذا الإطار تحدثت المجاهدة عقيلة وارد عبد المومن في منتدى «المجاهد» عن دورها في الجبهة سواء كان بنقل الوثائق أو إخفاء المجاهدين أو نقل الأسلحة، وبغية تسهيل نقل الذخيرة طلبت منها «الأفلان» ومن كل المناضلات بفرنسا تعلم السياقة لكون السلطات الاستعمارية لا تشتبه بالنساء نظرا لنضرتها الاقصائية للمرأة الجزائرية، فاستغلت الجبهة هذه النقطة لصالحها وقامت هي بدفع ثمن الرخص لصالح المجاهدات. وحسب وارد كان نضال المجاهدات المغتربات يتميز أيضا بالسرية التامة، فلم يكن مسموحا لهن التكلم باللغة العربية أو الاتصال بالعائلات أو النساء الجزائريات، كما طلب منا توطيد العلاقة والاتصال والاحتكاك بالنقابات بهدف تنوير الرأي العام بما فيه الفرنسي فهو لم يعرف ما يجري، وأرغموا الحكومة الفرنسية فيما بعد التفاوض مع جبهة التحرير الوطني باعتبارها الممثل الوحيد والشرعي للشعب الجزائري. وأشارت المتحدثة إلى انه في خضم كل هذه الأحداث المشحونة استقطبت الثورة مساعدة بعض الفرنسيين والفرنسيات ك«أندري ميشال، كوينا، جان بويو» قدّمن كل الدعم للجزائريين وعملوا معهم، وهي فرصة للاعتراف بجميلهم وتكريمهم، مؤكدة أن المجاهدات المغتربات قدن حربا إعلامية واتصالية بفرنسا، رغم محاولاتها كسر الثورة على أرضها عبر فرض حظر التجول فكان الرد تنظيم مظاهرات 17 أكتوبر. وفي المقابل فضلت المجاهدة بوعزيز سليمة عضو في المنظمة الخاصة والمساعدة الأولى للمسؤول الأول بها عن زميلاتها، وتحدثت عن مجموعة المجازفات اللواتي كن شابات وطالبات إلا أنهن قمن بأعمال حيرت العدو، نظرا لتمكنهن من اللغة والتزامهن بالسرية وتعلمهن للسياقة هذه الأخيرة التي بعد الحصول عليها وإتقان العمل بالآلة الراقنة سمح لهن الالتحاق بالمنظمة الخاصة. وتحدثت المجاهدة بإسهاب عن دور كل واحدة من بينهم عيشة بوزار الفتاة الأكبر بينهم والتي تحصلت على تكوين عسكري كامل سهل عليها التعامل مع القنابل والأسلحة وقامت بوضع قنبلة في الطابق الثالث ببرج إيفل وكان ذلك بمثابة مفاجأة كبيرة للحكومة الفرنسية ونفس الأمر قامت به زينة حرايد بزرع قنبلة بمرسيليا التي انفجرت ولكنها لم تخلف ضحايا، وكذا زهرة بورنان أصغر عضو في المنظمة والتي قامت بزرع قنبلة في باخرة، وهي شهادة تعبر عن الدور الذي لعبنه المجاهدات المغتربات إلى جانب ممارستهن للنشاط السياسي.