أكد محمد الشريف عباس، وزير المجاهدين بأن كتابة التاريخ غير محصورة بالضرورة في المجاهدين، فالشهود الذين عايشوا الأحداث يمكنهم بل ويجدر بهم التحدث عن ما جرى في تلك الحقبة، وكذا رواية المحطات التاريخية التي كانوا حاضرين فيها، ووصف النضال الكبير الذي شارك فيه الرجال والنساء من أجل استقلال الجزائر. وأوضح محمد الشريف عباس أمس، خلال مداخلته في الندوة الصحفية بمقر يومية المجاهد تكريما لمناضلات المهجر وإحياء لليوم العالمي للمرأة بأنه لابد من كتابة التاريخ، مشيرا إلى ضرورة الانتباه إلى أهمية احتكاك جيل الثورة مع الجيل الجديد، موجها تحية عرفان لكل من ساهم في كتابة ولو حرف في مذكرة أو كتاب تاريخي، لأن كتابة تاريخ ثورة التحرير ويجب أن تكون بمسؤولية وأمانة تصون التاريخ والذاكرة الجماعية من التزييف والتحريف وتحمي الأجيال من الوقوع في المغالطات. من جهتها أشارت المجاهدة عقيلة أوغيد خلال مداخلتها قصة مغادرتها والتحاقها بفرنسا، فبعد أن تلقى والدها النقابي تهديدا بالقتل دفعه لمغادرة أرض الوطن إلى فرنسا، وعند وصولهم إلى فرنسا ربطوا مباشرة الاتصال مع الجبهة هناك، مشيرة إلى أن محيطها العائلي والاجتماعي مكنها من التواصل والالتحاق بثورة التحرير، كما أن الظروف لقنتهم الكثير من الأمور على غرار القساوة والحزم وأهم شيء هو روح الأخوية والتضامن مع الجزائريين كعائلة واحدة، مضيفة أنها تمكنت من تغيير كل المفاهيم الخاطئة للفرنسيين الذين استصغروا أمر النساء الجزائريات، بل وأكثر من ذلك تمكنت رفقة زميلاتها من خداع الفرنسيين في عقر دارهم، فقد قامت النساء هناك بتولي العديد من المهام على غرار نقل الأسلحة والمتفجرات، سياقه السيارة وبالتالي تهريب المجاهدين محل بحث السلطات الفرنسية، وكذا العمل في المكاتب كسكرتيرات تنظمن مهام القادة والمسؤولين السياسيين. من جهتها ثمنت المجاهدة سليمة بوعزيز خلال كلمتها بدور المناضلات في فرنسا، فالنساء هناك كن تتمتعن بحرية أكبر في التنقل بحرية، وخلال سردها لبعض الوقائع التي بقيت مغروسة في ذاكرتها، مشيرة إلى رفض جبهة التحرير التحاقها بالجبال لتترك الدراسة وتلتحق بالمنظمة السرية، وبالرغم من أنها لم تحمل السلاح يوما، إلا أنها ساهمت في إيصال هذا الأخير إلى المناضلين في أرض المعركة، كما قامت رفقة الكثيرات بنقل الجرحى إلى العيادات السرية من أجل تلقي العلاج، كما شغلت منصب سكرتيرة أول رجل في المنظمة السرية بفرنسا. وقد كرم وزير المجاهدين بعض المجاهدات اللائي شاركن في النضال والكفاح خلال الثورة التحريرية، سيما المنخرطات في فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا التي لعبت دورا فاعلا في دعم الثورة التحريرية من خلال الدعم المالي وتحسيس الرأي العام الفرنسي والدولي بالمأساة التي كان يعيشها الشعب الجزائري جراء الاستعمار.زينب.ب