كشف المجاهد عمر بوداود رئيس فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أن: «الثورة ونضال المهاجرين في عقر دار العدو لم يكن ضد الشعب الفرنسي بل كان ضد المعمر الفرنسي وكل هؤلاء الذين عمدوا إلى تقتيل وإبادة الشعب الجزائري ومنعه، بالقوة والغصب، من استرجاع أرضه وسيادته». أشاد، أمس، المشاركون في منتدى الذاكرة الوطنية أمثال المجاهد رضا مالك والطيب الثعالبي المعروف بسي علال وعلي هارون، بالدور البارز والفعال الذي لعبته الجالية الجزائرية بالمهجر في مساندة جبهة وجيش التحرير الوطني وثورة نوفمبر المجيدة. وقد أقر المتدخلون من خلال وقفة تكريم وإجلال بنضال المجاهد عمر بوداود الذي أخد على عاتقة مسؤولية فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا من 1957 إلى 1962. وكشف المجاهد علي هارون في مداخلته بمناسبة أول لقاء من المنتدى الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد بفندق السفير في إطار التخليد، «أن الجالية الجزائريةبفرنسا وأوروبا كان لها الفضل الكبير في تموين 80 بالمائة من ميزانية التسيير للحكومة المؤقتة». وأضاف المتدخل قائلا أن جبهة التحرير الوطني قد عمدت آنذاك بالمسؤولية الكبيرة لعمر بوداود عند تكليفه برئاسة الفيدرالية بثلاث مهام هي: «تنظيم الجالية وتحسيسها برسالة النضال والكفاح، جمع الدعم المالي والمادي من المغتربين، والعمل على نشر رسالة كفاح الشعب الجزائري من أجل استقلاله أمام الرأي العام الفرنسي والدولي». وأشاد، من جهته، المجاهد رضا مالك بروح المسؤولية والمثابرة والوطنية التي تميز بها عمر بوداود في أداء المهمة التي كلف بها بأمانة ونزاهة، وبنضاله من أجل إعلاء صوت القضية الجزائرية في الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط وإشراك جزائريي المهجر في حرب تحرير الجزائر. وجاء خير دليل على المشاركة القوية للجالية الجزائرية في ثورة التحرير الوطني، تدخل المجاهدة سليمة بوعزيز التي تحدثت مطولا عن دور المرأة في فيدرالية فرنسا ونضالها وتضحياتها المستمرة لمساندة الكفاح المسلح من أجل استقلال الجزائر. وذكرت المجاهدة، بالمناسبة، أن أول فوج نسوي منظم تم تأسيسه بالمهجر في 1960 والذي مكن المناضلات الجزائريات من المشاركة في الاجتماعات القيادية والخروج من دور المكلف فقط بإنجاز المهام. هذا وكان أول منتدى للذاكرة الوطنية فرصة لتقديم كتاب المجاهد عمر بوداود الذي عنونه «من حزب الشعب إلى جبهة التحرير الوطني.. مذكرات مجاهد» .