التزمت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بتعميم بطاقات "الشفاء" الالكترونية لتشمل فئة المصابين بمرضى السكري غير المؤمّنين اجتماعيا، الذين يعانون منذ سنوات من أجل الحصول على الأدوية، لاسيما المعوزين منهم. وأكد رئيس جمعية أمراض السكري لولاية الجزائر، السيد عبد الله جباري، أن صندوق الضمان الاجتماعي شرع في تسليم البطاقة الخضراء لاقتناء الأدوية من أقراص وأنسولين مجانا في انتظار بداية تسليم البطاقة الالكترونية، مضيفا أن المشاورات مع الوزارة متواصلة لإيجاد الحلول لبعض المشاكل التي يتخبط فيها المريض. وأوضح السيد جباري في تصريح ل«المساء" أن الاجتماعات التي تعقدها الفدرالية الوطنية لمرضى السكري بانتظام تتمحور، بالإضافة إلى تعميم بطاقة الشفاء، حول تعويض كل ما يقتنيه المريض للعلاج كحقن الأنسولين، أقلام الأنسولين والأشرطة التي يستعملها في قياس نسبة السكر في الدم، علما أن هذه المواد غير معوضة حاليا من قبل صندوق الضمان الاجتماعي. وأوضح المتحدث أن جمعيات المرضى تناضل منذ 12 سنة من أجل تحقيق بعض المكاسب، لاسيما ضمان العلاج الملائم للمريض، مشيرا إلى أن الجزائر تحصي ما يقارب 3 ملايين مصاب بداء السكري، 25 بالمائة منهم غير مؤمّنين، أي أزيد من 800 ألف مريض. وأكد المتحدث على أهمية التكفل اجتماعيا بهؤلاء المرضى الذين يفتقدون لبطاقة الضمان الاجتماعي التي تضمن لهم الحصول على الأدوية اللازمة علما أن تمكين هؤلاء من رقم تأمين وطني كفيل بحمايتهم من المضاعفات الخطيرة التي قد تصيبهم في حال عدم احترام العلاج المطلوب للسكري. وحسب ممثلي مرضى السكري فإن عملية توزيع البطاقات الخضراء قد انطلقت، حيث تستقبل مصلحة الشؤون الاجتماعية على مستوى البلديات ملفات مئات الآلاف من المعنيين في اليوم لترسلها بدورها إلى مديرية المساعدة الاجتماعية التي تصدر البطاقات النهائية وتصادق عليها قبل تسليمها لأصحابها. وثمن رئيس جمعية مرضى السكري التي تنشط على مستوى العاصمة، جهود وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، وعلى رأسها الوزير الطيب لوح الذي لم يغلق باب الحوار –حسب المتحدث– الذي أضاف أن لوح التزم شخصيا بالعمل من أجل تحقيق انشغال المرضى وضمان العلاج الجيد للمريض خاصة وأن السكري يتطلب الصرامة والمتابعة الصحيحة والدقيقة للعلاج. وأشار بالمناسبة إلى أن اهتمام الوصاية بمرضى السكري في هذا الظرف يكتسي أهمية قصوى خاصة وأن الحالات الجديدة للسكري أصبحت تعني فئة الشباب بعد أن كانت تصيب كبار السن أكثر، وذكر من بين هؤلاء الشباب الذين تتراوح أعمارعم بين 7 و8 سنوات، علما أنهم يعالجون بالأنسولين عوض الأقراص كما هو الأمر لدى كبار السن. من جهته، كشف رئيس الفدرالية الوطنية لمرضى السكري، السيد نور الدين بوستة، أن مضاعفات الداء في انتشار كبير، حيث تصل في غالب الأحيان إلى بتر الأطراف السفلى وفقدان البصر فضلا عن أمراض القلب والشرايين والقصور الكلوي، مما يتطلب الاعتناء بهؤلاء المرضى الذين يمثلون 10 % من تعداد السكان في الجزائر. كما دعا المتحدث وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى توفير بعض الأدوية الضرورية لتفادي المضاعفات التي يتعرض لها مريض السكري باستمرار كبتر الرجل، مشيرا في هذا الصدد إلى أن بعض الأدوية الأساسية غير متوفرة في المستشفيات لاسيما منها الموجهة لعلاج الالتهابات التي تصيب الأطراف السفلى وعلى الخصوص أصابع الرجل. للإشارة، فإن الوزارة الوصية تعمل على تجسيد إجراء تعميم بطاقة الشفاء على المرضى المزمنين غير المؤمنين في أقرب الآجال على أن يشمل تدريجيا المصابين بكل الأمراض المزمنة كالضغط الدموي، القصور الكلوي ومرض القلب وغيرها من الأمراض.