غالبية المرضي بالسكري من غير المؤمنين اجتماعيا أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لجمعيات مرضى السكري السيد نورالدين بوستة للنصرأن ما يقارب 10 بالمائة من الجزائريين يجهلون إصاباتهم بمرض السكري ،وقال أن العديد من حالات الوفاة الفجائية في الطريق أو الحمام أو المنزل يكون أصحابها مصابون بأمراض يجهلونها . وشدد المتحدث على أهمية الكشف المبكر وإجراء التحاليل الدورية لتفادي الأمراض المزمنة أو على الأقل التخلص من مضاعفتها التي تنجم عنها عدة أمراض أخرى مثل داء السكري الذي تنجم عنه حسب نفس المتحدث أمراض القلب ، القصور الكلوي ، تصلب الشريان ، بتر الأعضاء . وفي السياق ذاته أكد المتحدث أن الإحصائيات تشير إلى أن حوالي 03 ملايين جزائري مصابين بداء السكري أي بما يعادل 10 بالمائة من السكان ، وقال بأن هذه الإحصائيات تبقى غير دقيقة مشيرا إلى أن ما يعادل نسبة 25 بالمائة من المصابين بالسكري هم من فئة الشباب ، ووجه المتحدث رسالته إلى كل مواطن جزائري لتفادي الإصابة بالسكري ولخص هذه الرسالة في مجموعة من النقاط أهما الابتعاد عن التدخين الذي يعد سبب رئيسي في الإصابة بهذا الداء إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية التي تمثل هي الأخرى نسبة 50 بالمائة من وسائل الوقاية من مضاعفات السكري بالنسبة للفئة المصابة به . كما نصح رئيس فيدارلية جمعيات مرضى السكري بتجنب الأكلات السريعة ، بحيث أن هذا الإطعام يكون سريعا دون حركات يقوم بها الجسم وبالتالي قد تنجم عنه الإصابة بالسكري . وفي السياق ذاته نصح بتجنب المكوث لفترة طويلة أمام شاشة التلفزيون أو جهاز الإعلام الآلي لأن عدم الحركة هو أحد الأسباب المؤدية للإصابة بالسكري ،أما رسالته للمصابين بالسكري لتفادي مضاعفاته فقد لخصها المتحدث هي الأخرى في عدة عناصر تتمثل في أخذ العلاج بطريقة منتظمة واعتماد حمية غذائية سليمة ومستمرة وممارسة التمارين الرياضية وكذا المتابعة الذاتية حتى يصبح المريض هو طبيب نفسه يعالج نفسه بنفسه من خلال المتابعة المنتظمة لتلقي العلاج وغيرها. من جانب آخر أشار رئيس فيدرالية جمعيات مرضى السكري في هذا الحوار إلى فئة المرضى من غير المؤمنين اجتماعيا والذين يمثلون النسبة الأكبر من المرضى الذين يتعرضون لمضاعفات هذا الداء خاصة بتر الأعضاء ،وقال بأن أغلبية هذه الفئة لا يستطيعون شراء الدواء بانتظام وها ما ينجم عنه مضاعفات ، ووجه المتحدث نداءا لوزيري الصحة والتضامن الوطني لدمج هذه الفئة في صندوق الضمان الاجتماعي ومنحها بطاقة الشفاء حتى تتمكن من الحصول على الدواء مجانا وبالتالي تفادي المضاعفات الناجمة عن عدم تناول الدواء بانتظام . وفي سياق آخر نصح رئيس فيدرالية مرضى السكري بالابتعاد عن التداوي بالأعشاب ، وقال أن العلاج بهذه الطريقة لا أساس له من الصحة لأن مرض السكري يتمثل في خلل في جهاز البنكرياس الذي يصبح لا يفرز الأنسولين وبالتالي علاجه يكون بمنح المريض أقراص مناسبة تعوض مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس وهذه الأقراص لا يمكن نهائيا أن تعوضها الأعشاب ، والأمر ذاته بالنسبة لكل الأمراض العضوية ،مضيفا أنه ليس ضد الطب البديل لكن هذه الأمراض لا تعالج بالأعشاب وقال أن هذه الأخيرة مناسبة للجراثيم أو بعض التسممات والفيروسات لكنها لا تعالج الأمراض المزمنة . وأضاف أن فئة المرضى غير مؤمنين اجتماعيا هم الذين يلجأ ون للأعشاب للتدواي بعد عدم تمكنهم من شراء الدواء بانتظام ، كما قدم المتحدث مرض السكري في شكل مثلث أحد أضلاعه المريض والثاني الدواء والثالث الطبيب بحيث أن حدوث أي خلل في ضلع من هذه الأضلاع تنجم عن مضاعفات أخرى . وفي السياق ذاته تطرق رئيس فيدرالية مرضى السكري إلى فئة الأطفال المصابين بمرضى السكري الذين يمثلون فئة كبيرة ،وقال بأن هذه الفئة بحاجة لرعاية نفسية مشيرا إلى أن عدد معتبر منهم غادروا مقاعد الدراسة بسبب المرض وعدم انخراط الأولياء في صناديق الضمان الاجتماعي . وأكد أن الأمر يقتضي حملات تحسيسية في المدارس للتلاميذ غير مصابين بالسكري لرعاية ومساعدة المرضى حتى يتمكنوا من الاندماج وتقبل المرض ، أما فيما يتعلق بدور مرضى السكري التي أنجزت بعدة مناطق بالوطن ووصل عددها اليوم إلى 95 دار للسكري ، قال المتحدث ذاته أن بعض هذه الديار تقد م خدمات للمرضى وأخرى ما هي إلا مجرد جدران مكتوب في أعلاه دار للسكري . وفي حديثه عن الحملة التحسيسية المنظمة هذه الأيام للكشف المبكر عن السكري وكانت قد اختيرت ولاية البليدة كولاية نموذجية لهذه الحملة وكذا العيادات المتنقلة عبر ولايات الوطن قال رئيس الفيدرالية أن هذه الحملة والعيادات المتنقلة فضاء للتقرب من المواطن الجزائري وتوعيته بأهمية إجراء التحاليل للكشف المبكر عن هذا المرض وتفادي مضاعفاته، كما أن هذه العيادات المتنقلة تسمح –حسبه - بتقديم الرقم الدقيق لعدد مرضى السكري بالجزائر .