عبّر الرئيس الألماني السيد هورست كوهلر عن رغبة بلده في دعم الجزائر في إطار الإتحاد الأوروبي من أجل مواصلة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية ومسيرتها نحوالعصرنة واستفادتها من الدعم الذي تستحقه، مؤكدا أن ألمانيا تعير اهتماما كبيرا للجزائر" هذا البلد العظيم والمهم الذي يشهد تطورا في السلم والاستقرار"·. وأوضح الرئيس الألماني في تصريح للصحافة عقب لقائه مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن الجزائر تسير على الطريق الصحيح وهو طريق التفتح والإصلاحات بمشاركة الشباب وأن ألمانيا مستعدة لدعمها على هذا الطريق· وعبّر ضيف الجزائر عن موافقته الرئيس بوتفليقة، تماما عندما يقول أنه يمكن لأوروبا أن تظهر ديناميكية أكبر في علاقاتها مع بلدان البحر الأبيض المتوسط، مشيرا أيضا إلى أهمية مسار برشلونة الذي لم يستغل بعد كل الإمكانيات المتاحة في مجال التعاون، مضيفا بأن ألمانيا" التي تتواجد على بعد ثلاث ساعات فقط تريد أن تكون جارا جيدا للجزائر"· وعبّر السيد كوهلر من جهة أخرى عن ابتهاجه لقدومه للجزائر في زيارة دولة و"التحادث مع صديقي الرئيس بوتفليقة الذي سبق أن جمعتني به محادثات ودية "مسجلا كرم الضيافة وصراحة صديق وكل هذا يجعلني متفائلا بشأن كل المسائل التي يمكن التطرق إليها في ألمانيا وفي الجزائر وفي أوروبا وأن هذه الثقة وهذا التفتح يوفران مناخا يشكل قاعدة لبناء تعاوننا" · وأوضح كوهلر إن محادثاته مع الرئيس بوتفليقة، تمحورت حول مستقبل الجزائر وأنه يشاطره الرأي بأن الجزائر ليست غنية بالمواد الأولية فقط بل وكذلك بشبابها وطموحاتها وتطلعاتها للمستقبل، مشيرا إلى وجود مجالات تعاون بين البلدين في مجال التكوين والتربية والنقل ومبادلات اقتصادية ينوي الطرفين تكثيفها وزيادة اهتمام المستثمرين الألمان من أجل جلبهم إلى الجزائر والمساهمة في تنويع الاقتصاد الجزائري الذي هو ضروري لخلق مناصب الشغل وتوفير آفاق مهنية للشباب· من جهة أوضح أنه يتفق مع الرئيس بوتفليقة على أن "الإرهاب والعنف ليسا وسيلة للتعبير في النقاش السياسي"، مؤكدا أن الرئيس الجزائري يُحظى بإعجاب ألمانيا "للمصالحة التي بادر بها في الجزائر"، معبرا عن سعادته" لتأكيد الرئيس بوتفليقة ثقته في ألمانيا وأمله في أن تلعب برلين دورا أكثر أهمية على الساحة الدولية"· وخلال الندوة المتبوعة بنقاش التي تناولت أول أمس، موضوع "الأمن الطاقوي والتغيرات المناخية تحد بالنسبة للجزائر وألمانيا" التي حضرها رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم إلى جانب الرئيس الألماني السيد هورست كوهلر إلى جانب أعضاء من الطاقم الحكومي ورجال أعمال جزائريين وألمان، صرّح كوهلر في كلمته أن المتطلبات الطاقوية قد اتخذت "بعدا جديدا بالنظر إلى النمو المذهل للبلدان الناشئة"، مبرزا أن موضوع الطاقة مرتبط بمسألة أخرى لا تقل أهمية ألا وهي التغيرات المناخية "التي تسبب فيها الإنسان"، معتبرا أن نتائجها "تعنينا جميعا شئنا أم أبينا سواء كنا على وعي بأنه مشكل أم لا"· مشيرا إلى تفاقم التغيرات المناخية وتزايد وعي الجماهير بهذا المشكل في البلدان المصنعة، مذكرا بنداء الحائز على جائزة نوبل للسلام للتعجيل بالتحرك، محذرا من مغبة التماطل ذلك أنه "كلما انتظرنا كلما ازدادت تكلفة التغيرات المناخية ثقلا"· وخلال هذه الندوة، أعلن المدير العام لشركة "نيوانيرجي الجزائر" السيد توفيق حسني، أن شركته تعتزم إطلاق مشروع إنجاز كابل كهربائي طوله 3000 كلم يربط بين مدينة أدرار ومدينة أخن الألمانية سيمر عبر سردينيا وشمال إيطاليا وسويسرا ليصل إلى ألمانيا· ويتعلق الأمر بأول مشروع بهذه الأهمية الذي سيربط القارة الإفريقية بأوروبا من خلال شبكة تعمل بالطاقة الشمسية تعبر المتوسط ، ويتطلب هذا المشروع حسب تقديرات الوكالة الفضائية الألمانية ميزانية قد تصل إلى ملياري أورو وما بين 12 و18 مليار أورو لإنجاز محطات لتوليد الطاقة الشمسية بالجنوب الجزائري قد تصل طاقتها إلى 6000 ميغاوط من الطاقة الكهربائية· وفي قطاع الموارد المائية، أبرز السيد عبد المالك سلال، الفرص التي من الممكن أن تتاح للمؤسسات الألمانية للمشاركة في تحقيق برنامج تنمية قطاع المياه بالجزائر· وأكد لدى استقباله للوزيرة المساعدة للاقتصاد ورئيسة الوفد الاقتصادي لجمهورية ألمانيا الفيدرالية السيدة داغمار وورل، أن فرص الشراكة بإمكانها أن تشمل تحلية المياه وتصفية المياه المستعملة والصرف وتجنيد الموارد وتحويل المياه· وأشار إلى أنه تم خلال المحادثات التطرق مطولا إلى جانب التكوين وتأهيل الموظفين الجزائريين من خلال تحويل التكنولوجيا والتحكم فيها· ومن جانبها أبرزت الوزيرة الألمانية استعداد حكومتها للعمل من أجل تطوير التعاون بين الجزائروألمانيا في مجال الموارد المائية وأشارت إلى استعداد بلادها لترقية الشراكة بين مؤسسات البلدين وإدراج تكوين الموظفين ضمن الأولويات·