غادر رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية السيد هورست كوهلر، أمس، الجزائر، بعد زيارة دولة استغرقت أربعة أيام، وتوجت بالتوقيع على اتفاق ثنائي حول عدم الازدواج الضريبي، وكشفت عن عدة مشاريع شراكة في الأفق بين البلدين، من أبرزها مشروع إنجاز كابل كهربائي يربط مدينة أدرار بمدينة آخن الألمانية···· وقد ترأس الرئيس الألماني مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، افتتاح الدورة التاسعة لمنتدى الشراكة مع إفريقيا، حيث دعا بالمناسبة إلى وضع شروط تجارية منصفة بين إفريقيا والدول المتقدمة، مقترحا في هذا السياق إلغاء تعاريف جمركية مطبقة على المنتوجات الإفريقية المحولة· أما على الصعيد الثنائي، فقد شكلت زيارة الرئيس الألماني فرصة لإعطاء دفع قوي للعلاقات التي تربط البلدين، حيث جمعت الرئيسان محادثات توسعت إلى وفدي البلدين وتناولت سبل دعم التعاون والشراكة من خلال جملة من المشاريع المتاحة في مختلف القطاعات سيما منها قطاع الطاقة، التكوين، الصناعة والموارد المائية· ولتسهيل إجراءات الشراكة وتشجيع الاستثمارات الألمانية في الجزائر، أشرف الرئيسان عبد العزيز بوتفليقة، وهورست كوهلر على مراسيم حفل التوقيع على اتفاق يقضي بعدم الازدواج الضريبي· وخلال مأدبة غذاء أقامها على شرف ضيف الجزائر أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن زيارة الرئيس الألماني تنم عن الإرادة المشتركة التي تحدو البلدين في بناء علاقات نموذجية ودائمة، معبرا عن ارتياحه للمستوى الرفيع الذي طبع المحادثات المثمرة التي انصبت حول تعميق الحوار السياسي بين الطرفين، خصوصا فيما يتعلق بتوطيد علاقات الشراكة بينهما· وبالمناسبة دعا الرئيس بوتفليقة، بالمناسبة المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والألمان إلى اغتنام ما يوفره اقتصاد البلدين من إمكانيات وعوامل التكامل· ومن جانبه اعتبر الرئيس الألماني زيارته إلى الجزائر بمثابة صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الجزائرية الألمانية، مؤكدا على قدرات التعاون التي يتوفر عليها البلدان، كما أعرب عن عرفانه للجهود التي يبذلها الرئيس بوتفليقة لفائدة السلم والمصالحة الوطنية والعصرنة· وعبّر ضيف الجزائر عن رغبة بلده في دعم الجزائر في إطار الإتحاد الأوروبي من أجل مواصلة تنميتها الإقتصادية والاجتماعية ومسيرتها نحو العصرنة، مؤكدا بأن الجزائر تسير على الطريق الصحيح وهو طريق التفتح والإصلاحات بمشاركة شبابها· وبمناسبة حضوره لندوة نظمتها الغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة حول موضوع "الأمن الطاقوي والتغيرات المناخية"، أكد السيد هورست كوهلر، أنه يشاطر الرئيس بوتفليقة الرأي حينما يعتبر بأن حجم المبادلات الحالي بين البلدين والمقدر ب2 مليار أورو، يعد غير كاف ولا يستجيب للإمكانيات التي يتوفر عليها البلدان وأنه لابد من تعزيز هذه المبادلات من خلال تكثيف علاقات التعاون والشراكة والاستثمار· وفي ختام زيارته إلى بلادنا زار الرئيس الألماني رفقة عقيلته السيدة إيفا لويز كوهلر، المواقع الأثرية للحظيرة الوطنية للطاسيلي بجانت بأقصى الجنوب الجزائري، حيث انتقلا إلى منطقة "تيغرغرت" التي تجلب فيها لوحة "البقرة الباكية" أنظار الزائرين والضيوف· *