وجه وزير الاتصال، السيد محمد السعيد، أمس، من قسنطينة، نداء إلى أهل المهنة من أجل تنظيم أنفسهم في شكل نقابات لتسهيل عمل الوزارة في تنصيب مختلف الهيئات المنظمة للمهنة وتخطي كل العقبات التي لا تزال تعرقل تطبيق القانون العضوي للإعلام الجديد، وتعيق تشكيل مجلس أخلاقيات المهنة، سلطة الضبط والبطاقة الوطنية للصحفي، حيث تساءل الوزير عن وجود حوالي 5500 صحفي عبر الوطن في الوقت الذي لا توجد نقابة تمثلهم. وقال الوزير إن الوزارة ولربح الوقت، ستقوم باختيار صحفيين ذوي خبرة من الجيل القديم بعيدا عن الاتجاهات السياسية، لتمثيل الصحفيين بموافقة المؤسسات الإعلامية من أجل إطلاق سلطة الضبط للصحافة المكتوبة في أقرب الآجال والتحرك لتجسيد باقي الأمور على أرض الواقع. واعتبر الوزير الذي قام، أمس، بزيارة عمل وتفقد لقطاعه بعاصمة الشرق الجزائري، أن الصحفي مطالب ببذل المزيد من الجهد من أجل الحصول على حقوقه في إشارة إلى صحافيي القطاع الخاص الذين يطالبون بنفس امتيازات الصحافة العمومية، قائلا "نظموا أنفسكم في شكل نقابات وهيئات حتى تتمكن الوزارة من الاستماع لانشغالاتكم والفصل فيها"، معتبرا أن الصحافة الخاصة جزء من الاعلام الوطني ولا تمييز بينها وبين الصحافة العمومية وقضية الإشهار خير دليل، حيث أن أول جريدة عمومية تحتل المركز السادس بعد الجرائد الخاصة في مجال توزيع الإشهار. واعترف وزير الاتصال بأن نقطة الضعف في مجال الصحافة هو التكوين، وعليه فقد تم خلال شهر نوفمبر الفارط، إعادة تنشيط الصندوق الخاص بالتكوين الذي سينطلق بمجرد استكمال الإجراءات الإدارية بين وزارتي الاتصال والمالية، مضيفا أن قانون الإعلام الجديد يولي أهمية بالغة للتكوين من خلال تخصيص كل مؤسسة نسبة 2 بالمائة من أرباحها لجانب التكوين وستسهر الوزراة على مراقبة تنفيذ القانون العضوي. وقال الوزير خلال الندوة الصحفية التي عقدها بالمقر القديم للولاية، إن هذا اللقاء مع الأسرة الإعلامية المحلية جاء لتعزيز التواصل وكذا تبادل الآراء والإجابة على انشغالات أهل المهنة، معتبرا أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة بعد إعلان رئيس الجمهورية في 15 أفريل 2012، وإقراره للإصلاحات التي تجسد على إثرها فتح الساحة السياسية أمام أحزاب جديدة ودفع المرأة إلى مجال أوسع في الممارسة السياسية من خلال نسبة قوائم المرشحين، إضافة إلى القانون العضوي للإعلام الذي تلتزم الحكومة بمتابعة تنفيذه من خلال تشكيل عدة هيئات وإصدار مجموعة من القوانين والمراسيم التنفيذية التي تتعلق بتنظيم المهنة لفتح مجال أوسع على أساس الاحترافية والمهنية ومراعاة أخلاقيات المهنة. وفي تقييمه للصحافة العمومية، قال الوزير إن الجزائر تملك صحافة عمومية مند 50 سنة سواء كانت مكتوبة، مسموعة أو مرئية، لعبت دورا كبيرا في تنوير المواطن ومواكبة عجلة التنمية وكانت المدرسة الأم للصحافة الخاصة ومنحت كفاءات عالية داخل وخارج الوطن في مؤسسات إعلامية عالمية. مضيفا أنه يجب التوقف عند مسيرة الخمسين سنة الفارطة وإجراء تقييم للوقوف على الإيجابيات وكذا السلبيات خاصة وأن القطاع مطالب بالتكيف مع المعطيات الجديدة في ظل المنافسة الشرسة، حيث تم التفكير في الاعتماد على الكفاءات وفتح المجال أمام الطاقات الشابة. وأعلن الوزير عن تنظيم يوم دراسي تحسيسي حول قانون الإعلام الجديد خلال الشهر المقبل، لتوضيح الرؤى قبل تطبيق هذا القانون بحذافيره، مضيفا أن الاستراتيجية بعيدة المدى في القطاع تهدف إلى تطوير الاتصال المؤسساتي، لتسهيل عمل الصحفي من جهة ومن جهة أخرى حمايته، كما سيعقد بداية جوان ملتقى وطني حول الإعلام المؤسساتي. وقال الوزير إنه غير مقتنع شخصيا بالعدد الهائل للجرائد اليومية في الجزائر الذي وصل إلى 130 عنوانا، موضحا أن هذا العدد لا يعكس الواقع، لكن -كما قال- هذه هي الديمقراطية ويجب تقبلها. وأضاف مستطردا أنه تحدد خلال الأسبوع القادم عرض قانون السمعي البصري للمرة الثانية على مجلس الحكومة قبل عرضه على مجلس الوزراء ثم البرلمان في دورته الحالية، وبذلك ستتعزز الساحة الإعلامية بفتح المجال أمام قنوات خاصة موضوعاتية وفق دفتر شروط واضح يلتزم به كل من يريد العمل في هذا القطاع. وقال السيد محمد السعيد إن هذا الإجراء سيتبع مباشرة في التوقيت بعرض قانون الإشهار الذي يجب أن ينظم وفق قوانين واضحة، حيث سيعرض هذا القانون على البرلمان في دورته المقبلة شأنه شأن قانون سبر الآراء. وعن المطابع، قال الوزير إنه بعد بشار ستنجز مطابع بكل من تندوف، إليزي وتمنراست لإيصال الجرائد إلى أبعد نقطة من الوطن، مضيفا أن الدولة تعمل جاهدة من أجل تنظيم شبكة البث الإذاعي والتلفزي لتغطية كل التراب الوطني بتقنية رقمنة التلفزيون، حيث أكد نسبة التغطية ستصل هذه السنة إلى 80 % و95 % سنة 2014، لتتم تغطية النسبة الباقية عبر الساتل. للإشارة، فقد زار الوزير المحطة الجهوية للتلفزيون التي ستعرف إعادة تأهيل وترميم وإذاعة قسنطينة الجهوية التي ستستفيد من مقر جديد وكذا مطبعة الشرق التي كانت له بها وقفة بجريدة "النصر"، حيث حظي بتكريم من خلال منحه هدية رمزية تتمثل في قلم، شعار الصحفي، وكذا مطبوع يضم بعض المقالات الصحفية التي كتبها خلال السنوات الفارطة.