تزداد الحاجة إلى قصد أماكن التسلية والترفيه الخاصة بالأطفال مع العطلة الربيعية، فتحسن الطقس ووجود التلاميذ في راحة يجعل هؤلاء يطالبون آباءهم بحقهم في التسلية، ولعل بعض التظاهرات المقامة بمناسبة العطلة الربيعية يهوّن من عناء البحث عن مقصد للترفيه بالنسبة لأولياء الأمور، فنقص تلك المرافق يرهن حظوظ الأطفال في التسلية والاستمتاع بعطلتهم. يشير بعض الآباء ممن التقتهم “المساء” مؤخرا على هامش الصالون الدولي للطفل المنظم بقصر المعارض، إلى وجود نقص فادح في مرافق التسلية والمساحات الخضراء بالأحياء والمدن لتمكين الأطفال من اللعب والترفيه، واعتبروا ان الموجود منها غير مؤهل بطريقة جيدة تسمح للطفل باللعب، فمعظم الألعاب المنصبة مهترئة، كما أن المساحة المخصصة لذلك محدودة جدا، فيما اقترح آخرون على الجهات المعنية ضرورة التفكير في تنظيم تظاهرات ثقافية وأخرى ترفيهية على الأقل خلال كل عطلة مدرسية. تقول “أم ملاك” أن فضاءات التسلية والترفيه ناقصة في ولاية الجزائر، إلى درجة أنها تحتار في أمر الوجهة التي تقصدها مع أطفالها ليستمتعوا باللعب أيام العطلة. مضيفة أنها قصدت صالون الطفل هذا لأنه فضاء يوفر عديد التسليات لأطفالها على غرار الرسم والتلوين والاستمتاع بألعاب الخفة ومسرحيات المهرجين “اعتدت زيارة هذا الصالون في طبعاته الثلاث الماضية، وأعتقد أنه يعرف تنوعا أكثر سنة تلو الأخرى سواء في فضاءات اللعب المخصصة للأطفال أو بالنسبة للمؤسسات التجارية التي تعرض أنواعا من المنتجات الخاصة بالرضع والأطفال، ما يسمح لنا نحن الأمهات بالاختيار بين هذا المنتوج أو ذاك، وأعتبر مثل هذا الصالون فرصة لنا ليستمتع أطفالنا بالتسليات الموجهة لهم لأن مدننا تفتقر تماما لفضاءات التسلية والترفيه”. وهو نفس ما ذهبت إليه السيدة أم سلين التي رافقت طفليها للصالون قصد اللعب والترفيه، تقول المتحدثة أن افتقار الأحياء إلى مساحات اللعب من جهة، وانعدام الوقت بالنسبة للآباء لاصطحاب أبنائهم إلى مدن الترفيه، عاملان يرهنان حق الطفل الجزائري عموما في اللعب والتسلية كما ينبغي، لذلك فإنها تحاول قدر المستطاع الترويح عن طفليها باصطحابهم إلى مثل هذه التظاهرات التي تقام بين الفينة والأخرى، خاصة أيام العطل المدرسية، وما يساعدها في ذلك عملها كمدرسة واستمتاعها هي الأخرى بأيام العطل المدرسية إلى جانب الأطفال، ولكنها تقترح بالمقابل ان يتم تنظيم تظاهرات مماثلة خلال كل عطلة مدرسية وجعلها طوال أيام العطل وليس حصرها في أربعة أيام، وهذا للسماح للآباء باصطحاب أبنائهم للعب والترفيه عدة مرات وليس زيارة الصالون يوما، وبالتالي السماح لهم باللعب يوما فقط وبقية الأيام يقضيها الطفل أمام التلفاز. من جهته، يتأسف السيد قويدر الذي صادفناه رفقة أسرته يطوف بأجنحة الصالون، لعدم تمكن الأطفال حاليا من الاستمتاع باللعب والتسلية كما كان عليه الحال قبل سنوات خلت”نحن في صغرنا كنا نستمتع بكل لحظات العطل المدرسية نظرا لتوفر مساحات اللعب في الأحياء، هذه الأخيرة انعدمت حاليا بفعل التوسع العمراني، اليوم أصبح الطفل يتسلى فقط بين جدران البيت سواء أمام التلفاز أو بالألعاب الإلكترونية، وما زاد الطين بلة حوادث الاختطاف التي بتنا نسمع بها كل فترة، ما يجعلنا كآباء نمنع أطفالنا من قصد الشارع للعب والترفيه بين ساعات الدراسة”. عن صالون الطفل يقول ذات المتحدث أن أطفاله الأربعة شاهدوا ملخصات عنه في التلفزة فطلبوا منه اصطحابهم للاستمتاع، وهو ما حدث فعلا إذ يقوم بأخذهم للتسلية والاستمتاع بالعروض المقدمة والألعاب المتاحة طيلة أيام الصالون، حسب تأكيده. مضيفا أنه من حق الطفل على مجتمعه ان يوفر له أماكن للعب، ولذلك يقترح المتحدث ضرورة التفكير في إنشاء صالونات أو معارض جهوية مصغرة في كل بلدية أو في دور الثقافة خصيصا للأطفال ولو تكون خاصة بالتلوين والرسم، لأن الطفل يحب المشاركة وتجده يستمتع بحصص الرسم والتلوين رفقة أقرانه. كما يقترح كذلك على البلديات أهمية التفكير في إعادة تهيئة المساحات الخضراء الموجودة في بعض الأحياء لصالح الأطفال، ويقترح هنا أن تشارك الأسر في جمع بعض الأموال لصالح ذات العملية التي ترمي في الأول والأخير إلى تسلية أطفال الأحياء السكنية. كذلك يقترح السيد عبد الرزاق ان تفكر الجهات المعنية في تنظيم صالونات خاصة بالطفل عدة مرات في السنة وليس مرة واحدة خلال العطلة الربيعية مثلما هو الحال مع الصالون الدولي الرابع للطفل، يقول “نحن كأولياء أمور نحتار حقيقة في الوجهة التي نأخذ إلينا أطفالنا ليلعبوا ويمضوا اوقاتا ممتعة، ففي ولاية الجزائر هناك وجهتان معروفتان فقط هما إما حديقة الأحلام بقصر المعارض أو حديقة الحيوانات لابن عكنون، وكلتاهما لا بدلنا ان نخطط مسبقا لقصدهما لعدة اعتبارات، ولذلك أجد ضالتي في مثل هذه الصالونات التي تجمع عدة أجنحة للأنشطة البدنية والذهنية وللعب وحتى للغناء والمسرحيات والمهرجين، هي إذن ضرب عدة عصافير بحجر واحد حسب المثل الشائع، لكن يبقى تنظيم هذا الصالون مرة في السنة ولمدة زمنية محدودة لا يفي بالغرض المنشود”.