يعلّق سكان بلدية سيدي موسى جنوب العاصمة، آمالا كبيرة على المجلس الشعبي البلدي المنتخب منذ أربعة أشهر، لاستدراك النقائص المسجلة في الكثير من الأحياء منذ سنوات، خاصة بعد انطلاق البلدية في تجسيد بعض المشاريع المحلية التي كانت مبرمَجة، على غرار تهيئة أحياء بوڤرة 1 و2 وتجهيز بعض المرافق الحيوية، حيث ينتظر مواطنو البلدية إعطاء الوجه اللائق لهذه المدينة التي عانى سكانها خلال سنوات العشرية السوداء، وهو المطلب الذي ثمّنه رئيس البلدية السيد بوثلجة علال، واعدا بتجسيده في الآجال المطلوبة. الزائرُ سيدي موسى يلاحظ التوسع العمراني الذي عرفته في السنوات الأخيرة والكثافة السكانية التي ارتفعت بعد انتهاء سنوات الجمر بمختلف الأحياء، غير أن ذلك لم ترافقه وفرة في المرافق والهياكل الضرورية التي أصبحت مطلبا ملحّاً لسكانها، وهو الانشغال الذي حملته «المساء» إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي الحديث السيد علال بوثلجة، حيث وعد هذا الأخير بأن يكون محل ثقة لسكان البلدية الذين صوّتوا له.
الآمال موجودة والبلدية تشمّر عن ساعديها الزيارة التي قادتنا إلى بلدية سيدي موسى جعلتنا نلاحظ النقائص الكثيرة الموجودة بالأحياء وفي مختلف المجالات التجارية، الصحية والخدماتية، على غرار انعدام التهيئة ونقص المرافق الحيوية، لكن نظرات الأمل رُسمت على وجوه السكان الذين تحدثت إليهم «المساء»، حيث أكد لنا العديد منهم أن هذه المدينة لم تستفد من أي مشروع منذ سنة 1997 وأنها لاتزال متأخرة عن الركب بسبب المجالس الشعبية السابقة، التي لم تحرك ساكنا في انتظار ما سيقدّمه المنتخب الجديد، وهو ابن البلدية، «ولا أعتقد أنه سيخيّب آمالنا»، يقول أحدهم، في حين أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد علال بوثلجة، أنه يعمل على استكمال المشاريع التي انطلقت في تجسيدها المجالس السابقة منها إعادة شبكة المياه الصالحة للشرب بحيي «بوڤرة 1 و2»، وسط المدينة، وانتهت الأشغال بها بنسبة 100 بالمائة في الأشهر الثلاثة الماضية، إضافة إلى إعادة تهيئة حي «بوڤرة 1»، الذي يُعد مشروعا ضخما وعرف توقفا لمدة شهرين بسبب سوء الأحوال الجوية التي عرقلت مسار الأشغال، حيث قررت الوصاية بالتنسيق مع المصالح التقنية وصاحب المشروع، إعادة الانطلاق في العمل ابتداء من الأسبوع القادم وبوتيرة سريعة، ولا بد أن يكتمل قبل انتهاء الأشهر الثلاثة المقبلة، كما تسعى البلدية لإعادة تعبيد طريقين على مستوى حي «الرايس» بحر هذا الأسبوع وينتهي نهاية شهر أفريل الجاري.
مشاريع متوقفة وأخرى تلوح في الأفق ونحن نتجول وسط مدينة سيدي موسى اقتربنا من بعض المواطنين لجسّ نبضهم حول المجلس الشعبي الجديد وما قدّمه خلال ثلاثة أشهر من انتخابه، فأكد البعض أن رئيس البلدية يستقبل المواطنين ويهتم بانشغالاتهم وأنه وعدهم بأخذها بعين الاعتبار، على أمل أن لا تكون هذه الوعود مجرد حبر على ورق مثلما جرت العادة، مضيفين أن السيد «المير» الجديد انطلق في تجسيد بعض المشاريع التي كانت متوقفة بخروجه إلى أرض الميدان وأنه زار العديد من الأحياء التي تغيب عنها التهيئة، مثل حوش قدور الذي أرسل طاقم عمل استعجالي لإعادة تعبيد طرقاته المهترئة. بدوره، أكد المسؤول الأول بالبلدية أنه سيعمل على إعادة تحريك المشاريع المتوقفة، منها إعادة تهيئة طرق حي الدهيمات المتوقف منذ سنتين بسبب رفض مديرية التعمير لولاية الجزائر استكماله، إعادة سقف البلدية، إعادة تهيئة مقر المجاهدين، إعادة تهيئة مياه صرف الأمطار فيما يخص الطرق الرابطة ما بين أحياء الروندا حتى منطقة الهواورة، دراسة مشروع مطعم مدرسي بحي الرايس2 وإعادة بناء السوق الجواري بحي الرايس. وستنطلق الأشغال قبل انتهاء شهر أفريل الجاري. كما استفادت البلدية من مشروع إعادة تهيئة الطريق الولائي رقم 17 الرابط بين براقي والأربعاء على مستوى حي الرايس على مسافة 3 كلم بمبلغ يفوق 6 ملايير سنتيم، إعادة تهيئة حي 160 مسكنا بالزواوي المتوقف منذ 1997، وقيمة المشروع هي 3 ملايير سنتيم، إعادة شبكة مياه الشرب بوسط المدينة وقنوات تصريف المياه بحي الرايس الغربي بقيمة مليارين و200 سنتيم، بناء مقر جديد للبلدية بقيمة 20 مليار سنتيم، وقد انتهت الدراسة وتمت المصادقة عليها في انتظار التمويل للانطلاق في المشروع.
ميزانيةٌ ضئيلة، حصصٌ سكنية غائبة والتحدي حاضر وتساءل من التقيناهم بسيدي موسى عن عدم استفادة البلدية من أي برنامج سكني منذ سنة 1998، إضافة إلى غياب المرافق الحيوية، مما يحتّم على الشباب قضاء أوقات فراغهم في المقاهي بدل ممارسة الرياضة والمطالعة في مرافق لائقة، فيما أوضح رئيس البلدية أن المنطقة لم تستفد من أي مشروع سكني، كما هناك برامج متوقفة منذ سنوات؛ بحي أولاد علال 100 مسكن، و200 مسكن بالكاليتوس، مشيرا إلى أن البلدية بحوزتها 300 سكن اجتماعي إيجاري ستنجَز بحي الزواوي ستنطلق الأشغال بها قريبا، وتعمل البلدية مع ديوان الترقية والتسيير العقاري بالدار البيضاء على استلام برنامج السكن التساهمي. أما عن المرافق الحيوية فهناك مشروع إنجاز بيوت للشباب بسيدي موسى وحي الرايس، ستفتح أبوابها قريبا، إضافة إلى إعادة تهيئة الملعب البلدي نشادي محمد بعشب اصطناعي، وطلب إنجاز 11 ملعبا جواريا وقاعة متعددة الرياضات ومسبح أولمبي وملعب للكرة الحديدية، مشيرا، في نفس الوقت، إلى الميزانية القليلة التي بحوزة البلدية، والتي تقدَّر ب 16 مليار سنتيم لا تلبي حتى أجور المستخدمين ولا تسمح تماما بأخذ المشاريع على عاتق البلدية، «لكن دعم الوصاية والدائرة الإدارية لبلدية براقي يمكّننا من رفع التحدي»، يقول مصدرنا.