عرفت الطبعة الرابعة للصالون الوطني للكتاب بوهران مع العدّ التنازلي لإسدال الستار عن فعالياته مساء اليوم، إقبالا متزايدا للزوّار؛ حيث بلغ عددهم أزيد من 5 آلاف زائر توافدوا عليه من داخل الولاية وخارجها، مما يعكس نجاح الطبعة. واستفادة عاصمة الغرب الجزائري من هذه التظاهرة الثقافية التي تدعّمت بالعديد من المحاضرات والندوات الثقافية المميزة، ليتحوّل الموعد سنويا، يربط سكان وهران بهذا الحدث الثقافي المهم. ولدى اقترابنا أمس من بعض زوّار الصالون ثمّن أحدهم المبادرة التي تمنى أن تكون سنوية، فيما قدّم ملاحظته حول قلّة تواجد بعض العناوين التي يحتاج إليها الطلبة الجامعيون أمام اكتساح الكتاب الديني على حساب الكتاب الأكاديمي لاسيما المرتبط بالسينما والنقد المسرحي وغيرهما، متمنيا في نفس الوقت أن يرتقي الصالون خلال الطبعات القادمة إلى صالون دولي يجمع كبريات دور النشر بالوطن العربي والعالمي، مبيّنا أنّ دُور النشر الوطنية تستعين كثيرا بالكتب الاستهلاكية بدون جديد، فيما يرى أنّ الأسعار تُعتبر في المتناول. أما سيدة أخرى فقد رحّبت بالصالون الذي تزامن مع العطلة المدرسية، مما مكّن الأولياء من اصطحاب أولادهم وكذا الطلاب لزيارة المعرض وشراء ما يحتاجون إليه من كتب ومراجع، وهي فرصة للتحفيز على المطالعة بعد اكتساح القنوات الفضائية التلفزيونية والأنترنت وألعاب الكمبيوتر، عقول شريحة واسعة من أفراد المجتمع وأبعدتهم عن القراءة. وتضيف نفس السيدة أنّها قصدت المعرض مع أطفالها أكثر من مرة وأنها ستنتهز فرصة اليوم الأخير من عمر الصالون، حيث يحبّذ بعض العارضين تخفيض سعر الكتب. ونوّهت سيدة أخرى بالمبادرة التي خصّ بها منظمو الصالون فئة الأطفال بتخصيص فضاء لهم نشّطته البهلوانية «فيفي» طيلة أيام العطلة، قدّموا خلالها أزيد من 50 جائزة للأطفال الذين شاركوا بمختلف المسابقات التي نظمتها المنشطة، إلى جانب جناح جمعية «جزائر الخير» وجناح المديرية الولائية للأمن الوطني. من جهته، اعتبر محافظ الصالون ورئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب السيد أحمد ماضي، الصالون ناجحا ووعد بتنظيم أكثر من معرض واحد للكتاب بوهران خلال السنة تتزامن مع مواعيد مختلفة. وقد أجمع أعضاء النقابة الوطنية لناشري الكتب على تخصيص فضاء نوعي تفاعلي للكتاب بوهران على مدار السنة؛ لتشجيع المقروئية والرفع من مستواها. كما أضاف السيد ماضي أنّ معرض وهران مكّنهم من الاقتراب من ناشرين جدد، ما جعلهم يفكرون في خلق فروع لناشري الجهة الغربية وكذا باقي جهات الوطن بغرض تخفيف الضغط عن العاصمة.