وقع المجمّع العمومي للمحروقات سوناطراك، أول أمس الثلاثاء، على مذكرة تفاهم ثنائية مع شركة المحروقات الموزمبيقية (أو.أ ن.أش) التي من شأنها أن تضعه في قلب مشاريع تطوير المحروقات في الموزمبيق، باعتباره بلدا غنيا بالغاز في منطقة شرق إفريقيا. وينصّ الاتفاق الموقع في الجزائر العاصمة بحضور وزيري الطاقة والمناجم للبلدين، السيد يوسف يوسفي والسيدة اسبيرانزا لوريندا فرانسيسكو نيوان بياس، على شراكة المجمّع الجزائري في مشاريع لاستكشاف وإنتاج المحروقات في الموزمبيق. وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك، السيد عبد الحميد زرقين، الذي وقع بالأحرف الأولى على الاتفاق مع نظيره الموزمبيقي، السيد نيلسن أومان، الرئيس المدير العام لشركة المحروقات الموزمبيقية، أن شركة سوناطراك ستعمل على استكشاف كتل جديدة للمحروقات، حيث سيتم التوقيع على اتفاقات في هذا الخصوص قريبا. ويراهن المجمّع الجزائري على حضور قوي في قطاع المحروقات بالموزمبيق، الذي ضاعف خلال السنوات الأخيرة من اكتشاف المحروقات، والذي من شأن ذلك أن يسمح له بالتموقع كأحد الرواد المستقبليين للغاز والنفط في القارة الإفريقية. كما ينوي المجمع الطاقوي الأول في إفريقيا، إعادة شراء حصة مساهمات الشركة الموزمبيقية (أو.أن.أش) في كتل غنية بالغاز في عرض البحر بالموزمبيق، والتي اكتشفتها الشركتان الأمريكية اناداركو والإيطالية "إيني". وتمتلك شركة المحروقات الموزمبيقية 10 بالمائة من مساهمات تلك الكتل . أما حصول سوناطراك على مساهمات بنسبة 5 بالمائة فسيكلفها بعض المليارات من الدولارات، حيث أنها تريد الرفع من احتياطي المحروقات حتى على المستوى الدولي. وسبق لشركتي إيني واناداركو أن وحدتا جهودهما، من خلال التوقيع في ديسمبر 2012 على اتفاق تعاون من أجل تطوير تلك الكتل التي تعتبر من بين أهم المشاريع الغازية في العالم. ومن بين أهم الاكتشافات الخمسة للغاز والبترول التي تم الاعلان عنها في العالم سنة 2012، فإن أربعة منها تمت في الموزمبيق. ومن جانبه، أشار السيد نلسن أومان أن "الاتفاق يرمي إلى تحديد الفرص الاقتصادية للتعاون بين سوناطراك وشركة المحروقات الموزمبيقية بشكل دائم ولفائدة الشركتين". كما أضاف على هامش حفل التوقيع، أن "سوناطراك تبحث عن فرص استثمار في الموزمبيق وسنعمل معا وندرس كيفية التوصل إلى اتفاق" في هذا الخصوص. وستلتقي سوناطراك وشركة المحروقات الموزمبيقية في ظرف شهر بمابوتو، لدراسة تجسيد مذكرة التفاهم، حسبما أكده وزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي. ويندرج دخول سوناطراك إلى موزمبيق، في إطار إستراتيجية المجمع للانتشار دوليا والتي ترمي إلى الرفع من احتياطي الجزائر في مجال المحروقات. ويتواجد المجمع حاليا في البيرو في حقول كاميزيا، حيث يمتلك 10 بالمائة في مجال التطوير والانتاج و 20 بالمائة في النقل عبر الأنابيب. وقد بلغ إنتاج المجمّع في هذا البلد 5،29 مليون برميل من السوائل، و 1،12 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنة 2010. وقد واصلت سوناطراك خلال السنوات الأخيرة نشاطها في الاستكشاف في ليبيا وتونس، على الرغم من تخليها عن مشاريع في عرض البحر بمصر لغياب النتائج.