دعا مؤخرا بسوق أهراس، أساتذة مشاركون في أشغال الملتقى الوطني حول «الطفولة الجانحة: الواقع والتجليات»، إلى ضرورة لعب الأسرة والمدرسة دورهما «لضمان تنشئة سليمة للطفولة، باعتبارهما مهد التنشئة الاجتماعية». واعتبر المتدخلون في هذا اللقاء، المنظم بمبادرة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالقطب الجامعي الجديد، أن «تضافر» جهود كل من الأسرة والمؤسسات التربوية والمؤسسات الأمنية، من شأنه «التقليل والتخفيف من هذه الظاهرة التي استفحلت مؤخرا وسط المجتمع الجزائري». وأجمعت مداخلات الأساتذة، على أن الأسرة هي «الركيزة الأساسية التي ينبغي الاعتماد عليها لحماية الطفل من الجنوح». مؤكدة أنه «لبلوغ هذه الغاية لا بد من العمل على تدعيم العائلة لتتمكن من التكفل بصورة أحسن بأطفالها». وتركزت تدخلات الأساتذة، الذين قدموا من 18 ولاية، بحضور ممثلين عن الدرك والأمن الوطنيين، أساسا، على توضيح مفهوم جنوح الأحداث وإبراز أهم أسبابه والبحث عن الحلول الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة المستفحلة في المجتمعات العالمية، والتي طالت خلال السنوات الأخيرة الجزائر، حيث ألحوا على وجوب إيجاد الطرق المثلى للحفاظ على الطفولة بالاشتراك مع مصالح الأمن والدرك الوطنيين. وتطرق الأستاذ عبد العزيز العايش من جامعة خنشلة في مداخلته بعنوان «الأحياء الفوضوية ودورها في خلق ثقافة الجنوح»، إلى دور هذه الأحياء الفوضوية والفقيرة وظروفها البيئية والاجتماعية المساعدة على تفشي ظاهرة الجنوح. وعرج ذات الأستاذ، في هذا الملتقى الذي عرف حضورا غفيرا لطلبة الجامعة، على الحديث عن العوامل المؤدية إلى الانحراف وسط هذه الأحياء، منها العوامل البيئية المتمثلة في درجة التطور الاقتصادي وانشغال رب الأسرة والفقر والتسرب المدرسي والهجرة من الريف إلى المدينة والعدد المرتفع لأفراد الأسرة الواحدة، فضلا عن قلة وحتى انعدام فضاءات للتسلية والترفيه. وقبل ذلك، أشار الأستاذ سليم مزهود من جامعة ميلة في محاضرته بعنوان «الطفولة الجانحة في الجزائر»، إلى الخصائص العامة للطفولة الجانحة والتي لخصها في المشاغبة والعناد والسرقة والتسول والكذب والتمثيل العاطفي وغياب روح الضمير. أما الأستاذة سعاد نوي من جامعة الجزائر، فتطرقت إلى العوامل المؤدية إلى جنوح الأطفال. مشيرة إلى أن المجتمع يفسر هذه الظاهرة تفسيرا خرافيا أو سطحيا، كأن يكون الطفل مسحورا، وأخرى موضوعية تفيد بأن الطفل لا يملك معايير كفيلة بتمييزه للخير عن الشر كما هو الأمر عند الكبار.