دعا يوم اللثلاثاء بسوق أهراس أساتذة جامعيون في ختام أشغال الملتقى الوطني حول "الطفولة الجانحة : الواقع والتجليات" الذي احتضنه القطب الجامعي الجديد لمدة يومين إلى ضرورة فتح مجال الشراكة والتعاون الفعلي بين الجامعة ومخابر البحث العلمي والمؤسسات الأمنية". وأشار المشاركون في اللقاء إلى أن هذه المؤسسات الأمنية تتمثل في كل من "الدرك والأمن الوطنيين وشبه الأمنية على غرار الحماية المدنية وأعوان السجون" ملحين في توصيات هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية على ضرورة "التكفل بأحداث الجانحين بطريقة علمية لضمان فعالية برامج إعادة التربية والتهذيب". ودعت توصيات هذا الملتقى الذي نشطه 18 أستاذا جامعيا من مختلف جامعات الوطن إلى ضرورة "تنشيط مصالح الرعاية في مراكز الأحداث والتعاون مع شرطة الأحداث للحد من الجنوح ولمنع تطور الجنوح إلى إجرام" مع حتمية "إشراك الجمعيات الثقافية والرياضية في ذلك" فضلا عن "توظيف مختصين في علم النفس الاجتماعي بالمؤسسات التربوية ودور الشباب ومختلف الجمعيات للمساهمة في الحد من جنوح الأحداث". وأكدت توصيات هذا اللقاء الوطني على أهمية "تحسيس العائلات قصد إتباع أساليب تنشئة مقبولة وفعالة تساعد الأطفال والمراهقين على تحقيق مطالب النمو والاستجابة في الوقت نفسه لما تفرضه العادات" إلى جانب "تفعيل دور مراكز التكوين المهني باعتبارها تستقبل الأطفال غير القادرين على مواصلة مشوارهم الدراسي". وقد طغى على أشغال الفترة الصباحية من هذا اللقاء الجانب القانوني حيث تعرض المتدخلون إلى المسؤولية الجنائية للحدث الجانح والحماية القانونية في المعاهدات والمواثيق الدولية و التشريع الجزائري وبعض الجرائم المرتكبة من طرف هذه الفئة. وبعيدا عن الجانب النظري ارتكزت مداخلة ممثل المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لسوق أهراس على ظاهرة أسالت الكثير من الحبر وباتت قضية رأي عام في الفترة الأخيرة وهي ظاهرة اختطاف الأطفال حيث تم شرح أسباب وأخطار هذه الآفة واستعراض واقعها في الجزائر مع التشديد على ضرورة التفريق بين الاختفاء والاختطاف. من جهته تناول الأستاذ ياسين خذايرية من جامعة سوق أهراس موضوع التوعية الإعلامية ودورها في التخفيف من ظاهرة جنوح الأطفال حيث ركز على "أهمية وسائل الإعلام والوسائط الإعلامية في توعية الأولياء بخطورة الظاهرة مقترحا إستراتيجية اتصالية تتمثل في التوعية الإعلامية".