نظم القائمون على صالون التشغيل وبعض ممثلي المؤسسات المشاركة، ندوات تستهدف الشباب الباحث عن وظيفة من الزوار، أدارها مختصون في التسويق وآخرون في الموارد البشرية، قدموا نصائح وتوجيهات للشباب حول كتابة السيرة الذاتية وحتى إجراء مقابلة عمل ناجحة. تشكل كتابة السيرة الذاتية بالنسبة لطالبي الشغل الجدد عائقا، بالنظر إلى عدم معرفتهم المسبقة بأصول كتابة هذه الوثيقة التي يعتبرها أصحاب المؤسسات أكثر من مهمة، لأنها ”تسوق” للفرد ولمكتسباته العلمية والتكوينية، غير أن من الشباب من لا يتقن كتابة هذه الوثيقة، ويعتمد إما على الإنترنت لاستخراج أمثلة من السير الذاتية مع إدخال بعض التعديلات عليها، أو يلجأ إلى طلب المساعدة من الأهل أو الأصدقاء الأكثر خبرة في كتابة ”السي في”. ولتوضيح الخطوات الصحيحة في كتابة السيرة الذاتية، اعتمد القائمون على الصالون الوطني للتشغيل والمواهب، على إجراء ”تدريبات على الكلام” في مختلف أجنحة الصالون، أشرف عليها مدربون مؤهلون قدموا للشباب الذي أبدى اهتماما كبيرا ب«العرض” نصائح كثيرة، ومختلف الخطوات الصحيحة المتبعة في كتابة سيرة ذاتية ناجحة تساهم في ”تسويق” الشاب الطالب إلى عالم الشغل. ومن جملة الملاحظات التي توصلت إليها الآنسة ناريمان سعيدون، مدربة من مؤسسة ”امبلاواتك” المنظمة للصالون، أن فئة واسعة من المتخرجين الجدد يعجزون عن كتابة ”سي في” بطريقة صحيحة، ويعتمدون في ذلك على ملء نماذج مستخرجة من الإنترنت. وأشارت أيضا إلى أن حصص ”التدريب على الكلام” سمحت للعديد من المؤسسات باكتشاف مترشحين بالمستوى المطلوب، وآخرين يحوزون على كفاءات مهنية، ”وهو ما ساهم في إدراكنا لهدف الصالون الحقيقي، والمتمثل في النجاح المتبادل بين الباحثين عن عمل، وأصحاب المؤسسات الباحثين عن دعم رأسمالها البشري ضمن سياسة التوظيف الخاصة بكل مؤسسة”. وقالت المتحدثة: حدد زمن الحصص التدريبية بحوالي 8 دقائق أقيمت على سلم زمني يقارب الساعتين، أشرف عليها سبعة مدربين من المؤسسات المشاركة في الصالون، منها ”تويوتا”، ”جي اس كا”، ”امنهيد”، ”امبواتيك” وغيرها، تقوم الحصة الافتراضية على إقامة مقابلة عمل مع المترشح المفترض الذي يتقدم من صاحب العمل، إذ يُجرى حوار بين الطرفين، يعتمد فيه صاحب العمل على طرح بعض الأسئلة المتعلقة بالدراسة الجامعية وأهم التكوينات التي قام بها المترشح، وأسئلة تفصيلية أخرى، تقول الآنسة ريمة بن جيلالي ممثلة ”تويوتا الجزائر” في الصالون، مشيرة بقولها إلى أنه ”لوحظ أن أغلب المترشحين يجهلون كيفية تسويق ذاتهم، والسبب في ذلك يعود إلى عدم درايتهم بقواعد إجراء مقابلة مع رب العمل، ونحن من جهتنا، حاولنا تعريفهم بهذه الخطوات التي يعلوها بند التغلب على الارتباك والقلق”. من جهة أخرى، تحدثت ”المساء” إلى الشباب في الصالون حول إدراكهم لخطوات كتابة السيرة الذاتية، فقالت نائلة عموش المتخرجة حديثا من معهد الاقتصاد بجامعة خروبة: إنها اعتمدت على استخراج نموذج ال«سي في” من عدة مواقع على الإنترنت، لتصل في الأخير إلى تحرير سيرة ذاتية معينة، ولكنها تفاجأت بأن كتابة هذه السيرة لها أهمية كبيرة لم تكن تدركها من قبل، ”وبعد إجراء مقابلة افتراضية مع مستخدم مؤسسة ”امنهيد” بهذا الصالون، أدركت أن السيرة الذاتية وثيقة مهمة للغاية، تضاف إليها الرسالة التحفيزية، كما يقال لها، وهي التي نسوق فيها مؤهلاتنا التكوينية وحتى الكلامية، أعطيت لي الكثير من النصائح، سأعتمد عليها مستقبلا في تقدمي للبحث عن وظيفة”. وقالت الطاوس بونوار المتخرجة من جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو في الهندسة الإلكتروتقنية؛ إنها الأخرى أجرت مقابلة وكانت مرتبكة جدا؛ ”إجراء مقابلة عمل يخيف بعض الشيء، لأن التفكير في سلبية النتيجة يخيف، ناهيك عن الأحكام المسبقة التي تفيد بأن إيجاد عمل في مجتمعنا من المستحيلات، لكنني توصلت أخيرا إلى الاقتناع بأنها مجرد أقاويل فارغة، والفضل في ذلك يعود للقائمين على هذا الصالون، الذين زرعوا فينا الثقة”. من جهتها، تقول فريدة اِخلف، مهندسة في البيئة: إنها استعانت بأصدقاء لها في تحرير السيرة الذاتية، ”ولكن وجدت نسخا هنا عن ”السي في” توزع من طرف المنظمين، مما يجعلنا نتدارك أخطاء محتملة”، أما نبيل محمدي المتخرج من جامعة باب الزوار في اختصاص إعلام آلي، فإنه يشير هو الآخر إلى أن تصفح نماذج السيرة الذاتية على لإنترنت أعطاه فكرة معينة؛ ”لكنني وجدت أن ملء نموذج يوزع بهذا الصالون أحسن، فعلى الأقل أدرك مسبقا أنني لم أنس بعض التفاصيل، أو أستغني عن كتابة تفاصيل أخرى غير مطلوبة”. وعن اختبارات مقابلة العمل الافتراضية، تقول نوال سعيد المتخرجة حديثا من معهد الإلكترونيك بجامعة هواري بومدين: ”كانت لدي أفكار مسبقة بأن كل المستخدمين أشداء، صارمين ولا يقبلون الخطأ، لكنني كنت مخطئة في إعتقادي، بعدما أجريت مقابلة عمل وتلقيت تشجيعات من مدربين وجهوا لي العديد من النصائح التي عليّ اتباعها عند طلب عمل”. يشار إلى أن أغلب محدثي ”المساء” من المتخرجين الجدد، أكدوا على أهمية تنظيم صالونات مماثلة لتوجيه الشباب إلى ما يفيدهم في مواجهة عالم الشغل الذي يختلف تماما عن عالم طلب العلم، واقترحوا تنظيم أبواب مفتوحة بمقر الدوائر الإدارية، لتكون مثل هذه التظاهرة قريبة من الشباب وتفيد أكبر عدد منهم.