تشهد أشغال تهيئة شاطئ الصابلات، التي تجري في إطار مشروع تغيير الواجهة البحرية للعاصمة، تقدما كبيرا لتحويل هذا المكان إلى محطة هامة تستقطب العديد من العائلات العاصمية التي تواجه مشكل نقص فضاءات الترفيه والراحة، حيث ينتظر أن يتم استلام هذا الشطر الهام من المشروع قريبا، تزامنا مع انطلاق موسم الاصطياف، ليصبح بذلك شاطئ الصابلات مكانا آمنا ومريحا يجلب الزوار من مختلف جهات العاصمة، عوض أن يأوي المشردين والمنحرفين الذين أفقدوه قيمته السياحية. الزائر للعاصمة، وبالضبط على مستوى الطريق السريع بالخروبة، يلاحظ تواصل الأشغال على طول الشريط الساحلي الممتد من مصب وادي الحراش إلى غاية محطة تحلية المياه بالحامة، حيث يشهد الشريط الساحلي حركة دؤوبة لمختلف الشركات المكلفة بتهيئة الواجهة البحرية، في إطار مشروع تهيئة خليج الجزائر، مثلما لاحظناه خلال زيارتنا لبعض المحطات، ومنها شاطئ الصابلات الذي يعد أهم شطر، بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي المقابل للطريق السريع على مستوى حسين داي وبلوزداد. سباق مع الزمن لتسليم المشروع في آجاله بدأت ملامح المشروع تتغير قبل أن يفتح أبوابه ويستلم كشطر أول في الخامس من جويلية المقبل، حسب ما استقينا من معلومات في عين المكان، بعد إتمام مختلف عمليات التهيئة التي تقوم بها شركات عديدة على طول أربعة كيلومترات وخمسمائة متر، من بينها الشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية ”ميدي ترام” التي أسندت إليها الأشغال من أجل التكفل بصفة كلية بإنجاز المشروع، من خلال تقنيين ومهندسين جزائريين يسعون لتسليم المشروع في آجاله المحددة، مثلما لاحظناه خلال الزيارة الميدانية التي قمنا بها للموقع، لتأكيد مكانة المجمع الذي يعتبر رائدا في مجال الأشغال البحرية منذ السبعينيات، فضلا عن أن المشروع يمثل بالنسبة إليه أهم وأكبر صفقة يفوز بها منذ تأسيسه سنة 1997، بالإضافة إلى المخبر المركزي للأشغال العمومية الذي أسندت له مهمة مراقبة نوعية الأشغال، ومكتب للدراسات البحرية مكلف بمتابعة المشروع وتجسيده، فضلا عن مصالح مديرية الري، إذ التقت ”المساء” ببعض ممثليها على مستوى شاطئ الصابلات، أين نصبت لافتة كبيرة حول المخطط الاستراتيجي للعاصمة 2010-2029، بمحاذاة الطريق السريع الذي يستعمله العديد من سكان العاصمة وزوارها. وتجري عملية توصيل المياه وقنوات الصرف، مع تشكيل مساحات خضراء على طول الشريط المحاذي للطريق السريع رقم 05 الذي بدأ يشد إليه الأنظار لتغيير بعض ملامح هذه الجهة من العاصمة، خاصة بعد تنقية الشاطئ بصفة كلية وجمع أكوام النفايات، الأتربة والحجارة، إلى جانب غرس عدد كبير من الأشجار على حواف ممرات خرسانية، تم تثبيتها في شكل مستطيلات تتوسطها شتلات من نباتات تزينية، سيتم زرعها بعد الانتهاء من غرس الأشجار التي ستشمل أيضا المساحات المحاذية للبحر على نفس المستوى، عن طريق توزيع كميات كبيرة من الأتربة والحصى الدقيق.وتسير الأشغال، حسب ما أكده ممثلو الشركات المعنية ل«المساء” بصفة جيدة، لإعطاء المنطقة صورة جمالية جذابة، من خلال تخصيص مشاتل تتوفر على عدة أشكال وأنواع من النباتات التزينية، التي تزيدها أشجار النخيل التي غرست على حافة الطريق السريع جمالا، بينما سيشهد هذا الموقع إنشاء قاعات للشاي وأكشاك وثلاثة فضاءات للتنزه، إلى جانب فضاءات للكرة الحديدية وأخرى للعب، مسلك للدراجات ومتنزه للمشاة، مع مرافق خدماتية أخرى لإغراء الزوار والسياح، على غرار حظيرتين للسيارات، إحداهما بمحاذاة المركب الرياضي للخروبة، حيث تجري الأشغال بهذه المساحة الشاسعة التي كان يلجأ إليها بعض الشباب لممارسة الرياضة أو تعلّم السياقة. كما ستخصص بعد استلام مشروع تهيئة الصابلات لركن مركبات الزوار الذين يقصدون الفضاء الترفيهي الجديد باستعمال ممر علوي، سيتم إنجازه لاحقا لتسهيل تنقل الزوار، في انتظار إنشاء ممرين آخرين لاستيعاب العدد الهائل من المتنقلين للمتنزه الذي سيكون الأول من نوعه في العاصمة التي تحتضن المشروع الكبير الذي تم تقسيمه إلى مراحل تمتد إلى 2029، لتلتحق بمصاف أكبر المدن في إفريقيا وحوض المتوسط، بعد ما تحققت بعض المشاريع الهامة الأخرى التي أزالت بعض النقاط السوداء عن المنطقة الشرقية للعاصمة، على غرار الترامواي الذي أنهى مشكل الاختناق المروري الذي كان يؤرق كثيرا سكان الجهة الشرقية التي تتمتع هي الأخرى بشريط ساحلي هام، يمتد إلى غرب العاصمة، إذ تسعى السلطات المعنية إلى جعلها في مصاف العواصم العربية والعالمية، كون مشروع تهيئة الواجهة البحرية من بين أضخم المشاريع الكبرى التي برمجتها ولاية الجزائر. فضاءات للراحة، مساحات خضراء وشواطئ للاستجمام فالشطر الأول الذي سيسلم قريبا، سيقضي على مشكل غياب الفضاءات الخاصة براحة السكان، خاصة القاطنين منهم في حسين داي التي تفتقر إلى مرافق للراحة والمساحات الخضراء، خصوصا بعد غلق مركب الخروبة للتسلية، كما سيتيح فرصة الاستجمام للعاصميين، بعد إنشاء شواطئ اصطناعية شبيهة بميناء الجميلة في عين البنيان، إلى جانب إنجاز محلات تجارية بمحاذاة ميناء العاصمة، وتهيئة بعض العمارات والجدران الواقعة أسفل الواجهة المحاذية للبحر بالعاصمة، حيث ستمتد أشغال إعادة تهيئة الواجهة البحرية من رأس ”ماتيفو” ببلدية برج البحري غرب العاصمة، إلى رأس ”كاسكين” ببلدية الحمامات غرب العاصمة، مما يسمح بفتح شواطئ أخرى للاستجمام، بعد غلق بعضها، مثلما هو الأمر بالنسبة لشاطئ الصابلات الذي يمتد على شريط ساحلي تتقاسمه بلديتا بلوزداد وحسين داي، والذي لم يعد يرتاده عشاقه منذ سنوات، باستثناء بعض هواة الصيد والمنحرفين الذين أخلوا المكان، بعد الشروع في أشغال التهيئة التي ستمس أيضا شواطئ باب الوادي، المعروفة هي الأخرى بكثرة روادها، فضلا عن تهيئة ميناء الرايس حميدو من طرف مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، بينما ينتظر أن تنطلق الأشغال بشاطئ رأس ”كاسكين” في الحمامات التي تُعرف الأخرى بشواطئها العديدة المسموحة للسباحة، مثلما هو الأمر بالنسبة لجارتها عين البنيان التي شرعت فيها مصالح الري في إنجاز محطة لتصفية مياه الصرف، كانت تصب في البحر في إطار محاربة تلويث مياه الشواطئ التي ينتظر أن تشرع في استقبال عشاقها قريبا.يذكر أننا اتصلنا مرارا بمدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر، للحصول على معلومات أكثر حول مشروع تهيئة الصابلات، باعتبار المديرية مكلفة بإنجازه، غير أنه لم يرد على اتصالاتنا، بينما رفضت المسؤولة عن المشروع تقديم أي معلومة، دون الحصول على ترخيص من الولاية.