ينتظر أن تُسلم إدارة شركة "ميديترام" للأشغال البحرية، الشطر الأول من مشروع إعادة تهيئة ساحل "السابلات" في العاصمة بداية جويلية المقبل، تزامنا مع انطلاق موسم الاصطياف وحلول شهر رمضان. وحسب مسؤولي الشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية، فإن سكان الأحياء العاصمية وما جاورها، سيستفيدون قريبا من مرافق للنزهة والترفيه العائلي والخدمات، مساحات خضراء، إلى جانب أشغال تمتد إلى عرض مياه البحر لتشكّل شاطئ استجمام، وهذا ما سيوفر على سكان الجزائر العاصمة وكذا المصطافين القادمين إليها من مختلف ولايات الوطن خاصة الشرقية منها، مشقة التنقل بعيدا نحو شواطئ الساحل الغربي بحثا عن الراحة والتخفيف من شدة الحر، وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع الذي يعتبر أكبر مشروع في تاريخ المؤسسة، 20 مليار دينار جزائري. وكانت شركة "ميديترام" وهي مؤسسة اقتصادية عمومية، قد تحصلت على عقد إنجاز مشروع إعادة تهيئة موقع"السابلات" بصفة حصرية بموجب الصفقة التي وقعتها إدارة الشركة خلال السداسي الثاني من السنة المنصرمة، مع مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، في إطار مخطط إعادة تهيئة العاصمة الذي يمتد حسب بنود العقد إلى أربع سنوات، فيما يخص أشغال التهيئة المتعلقة بموقع "السابلات" على أن يمتد المخطط في مجمله إلى غاية سنة 2029. وتعرف أشغال الإنجاز على مستوى موقع "السابلات" حسب معاينة "الشروق" وتيرة متسارعة في الإنجاز على اعتبار أن شركة "ميديترام" مطالبة باحترام آجال التسليم المتفق عليها في بنود العقد، كما أنها مطالبة برفع التحدي خاصة وأنها تتكفل بصفة كلية بإنجاز المشروع من خلال تقنيين ومهندسين جزائريين، ولهذا الغرض استعانت إدارة الشركة بمكتب دراسات جزائري وتكفلت بالإشراف على كافة عمليات المناولة والإعلان عن المناقصات المختلفة، كما قررت مضاعفة فريق العمل وتخصيص دورية ليلية لتسريع وتيرة الإنجاز، تفاديا لهاجس التأخر في تسليم هذا المشروع. ويذكر أن مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، منحت امتياز الإنجاز الكلي لمشروع تهيئة موقع "السابلات" لمجمّع "ميديترام" الذي يعتبر الرائد الجزائري في مجال الأشغال البحرية منذ سبعينيات القرن الماضي، ويمثل هذا المشروع بالنسبة للمجمّع الذي يتحكم في ثلاثة فروع، أهم وأكبر صفقة يفوز بها مجمع "ميديترام" منذ تأسيسه سنة 1997، على إثر قرار الشركة القابضة، أو ما كان يعرف آنذاك بالهولدينغ العمومي، بالتنازل عن أسهم كل من شركة الأشغال البحرية بالشرق المعروفة باسم "سوتراماست"، وكذا الشركة الوطنية للأشغال البحرية بالغرب الجزائري "سوتراموا" لفائدة الشركة الوطنية للأشغال البحرية "سوناطرام" التي تأسست سنة 1970، وغيّرت تسميتها فيما بعد لتصبح حاليا تحمل اسم شركة "ميديترام" للأشغال البحرية.