دعا رئيس منتدى المؤسسات، السيد رضا حمياني، إلى ضرورة العمل على تحقيق الأمن الغذائي وعدم الوقوف عند الاكتفاء الذاتي فقط الذي لم يعد يشكل الهدف الاستراتيجي لبلادنا، مشيرا إلى أن المنتدى يعمل على بحث وتطوير استراتيجيات من شأنها أن تؤمن مستقبل الأجيال القادمة من الغذاء، خاصة فيما يتعلق ببعض الفروع، على غرار الحبوب والحليب الذي يشكل هاجس السلطات التي تدفع سنويا ما يفوق تسعة ملايير دولار لتغطية احتياجاتنا الضرورية في الوقت الذي تتوفر فيه بلادنا على إمكانيات هامة غير مستغلة. وطالب أمس، السيد حمياني، في لقاء جمع الفاعلين الأساسيين في قطاع الفلاحة والصناعة على هامش انطلاق الطبعة 13 للصالون الدولي للفلاحة (سيبسا)، بضرورة استغلال المساحات الزراعية المتواجدة في منطقة الهضاب العليا والصحراء التي تفوق مساحتها المليون هكتار وتحويلها إلى مراع استعدادا لتطبيق استراتيجية وطنية تم رفعها للحكومة تعنى بتربية الأبقار الحلوب في آفاق العشر سنوات القادمة بغية إنتاج ما يفوق الثلاثة ملايين وستمائة ألف لتر من الحليب سنويا عوض المليون ونصف المليون لتر المحققة اليوم، من خلال عمليات الجمع التي شُرع فيها منذ نحو خمسة أعوام والتي أعطت نتائج مرضية. وأوصى السيد حمياني بتوفير مخزون من الأبقار الحلوب يفوق الستمائة ألف بقرة، مضيفا "إننا لسنا مضطرين إلى استيراد الأبقار الصغيرة من الخارج لأن مردودها لا يكون بنفس المستوى الذي تكون عليه في بلدانها الأصلية نظرا للتباين الكبير في نوعية الغذاء وكذا الظروف المناخية"، مشيرا إلى بعض التجارب السابقة التي أثبتت فشلها في هذا المجال، حيث لم تتمكن الأبقار المستوردة من إنتاج أزيد من عشرة لترات من الحليب يوميا في حين تنتج في مواطنها الأصلية ما يزيد عن خمسة وعشرين لترا وأكثر. وقال حمياني إنه يجب العمل على تكاثر سلالات منتجة وذلك على المستوى المحلي مع ضرورة توفير مخزون كاف من الغذاء يتم توفيره خصيصا في المراعي، مشيرا إلى أن اقتراحات المنتدى والمختصين تشير إلى ضرورة توفير ما لا يقل عن 250 ألف هكتار من الأراضي المزروعة بالذرة والعشب لضمان تغذية سليمة ووفيرة للأبقار مع العمل على خلق شبكة من المواصلات لضمان توزيع الحليب وتحويله مباشرة للمهنيين لاستغلاله. ودعا الخبراء إلى ضرورة الاعتناء بالأبقار باعتبارها مصنع إنتاج يحتاج أولا إلى مادة أولية من نوعية جيدة للحصول على كمية معتبرة ونوعية جيدة من مادة الحليب، مشيرين إلى ضرورة استغلال المياه المستعملة بعد تصفيتها وتنقيتها واستغلالها في سقي المراعي أو حقول الذرة، مشيرين إلى بعض التجارب المحتشمة رغم نجاحها في هذا المجال على غرار تجربة زراعة الذرة بالمنيعة التي أعطت نتائج جيدة، علما أن هكتارا واحدا من الذرة يمكنه إطعام ثلاث بقرات لتعطينا نحو 20 لترا من الحليب يوميا ذا نوعية جيدة.