تعمل مديرية الفلاحة بالولاية هذه السنة على خوض تجربة جديدة رائدة في مجال زراعة الذرة الموجهة لعلف الأنعام والأبقار وذلك من خلال وضع برنامج عملي فلاحي جديد يسعى الى إعطاء دفعة قوية وحقيقية للقطاع من خلال تبني زراعة الذرة وسقيها بنظام التقطير. وما تجدر الإشارة إليه هو الإهتمام الكبير لعدد من المزارعين لخوض هذه التجربة الأولى من نوعها بولاية وهران رغم التكلفة الباهضة لزراعة الهكتار الواحد التي قد تكلف 10 مليون سنتيم، إلا أن النتائج الممكن تحقيقها من خلال زيادة انتاج الحليب التي قد تصل إلى 10 لترات وغير مكلفة كثيرا في مجال السقي باعتمادها على التقطير الأمر الذي يمنع من انتشار الاعشاب الضارة من جهة ويقلل من استعمال المواد الكيماوية المكلفة...إلخ. إضافة إلى هذه العوامل الايجابية هناك أمرا آخر لايقل أهمية ويتعلق بإمكانية انتاج وزرع الذرة مرتين في الموسم الفلاحي. وكتجربة أولى ونموذجية تم خلال شهر أوت المنصرم القيام بأول عملية زرع 7 هكتارات مع امكانية جمع المحصول خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر وذلك بحصاده بعدما يكون قد وصل الى ارتفاع يعادل المترين ليتم بعدها تقطيعه وجمعه في حزمة واحدة بعد إفراغ المنتوج من الهواء منعا لتخمره ثم تخزينه ليقدم كعلف في الوقت المناسب للأبقار والزغنام. وحسب المعلومات المستقاة من طرف المزارعين لدى التقنيين المختصين فإن عملية الزرع الثانية ستتم خلال شهر فبراير بعد ما تكون الأرض المخصصة للزراعة قد هيئت لتنفيذ العملية من جديد. للعلم فإن ثلاثة مزارعين فقط قاموا بتجربة هذا النوع من الزراعة وهم مهتمون بمواصلة العمل في هذا المجال لتوفير العلف للأنعام. خاصة وأن هذه العملية مربحة كثيرا في مجالات شتى لاسيما توفير الماء وزيادة انتاج الحليب ومن ثم العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالي الحليب والعلف الذي كان ومازال يكلف الخزينة العمومية مبالغ مالية طائلة، خاصة وأن الدراسات الميدانية أثبتت ان طنا من العلف يوفر الغذاء لمئة بقرة حلوب كما يرفع انتاج الحليب بما يعادل 10 لترات يوميا لكل بقرة يعادل مستوى انتاجها الحالي من الحليب 14 لترا. أما على مستوى مديرية الفلاحة فقد تم التأكيد على ان هذه التجربة الحديثة التي مازالت في مهدها يمكن تعميمها، حيث انه تم حاليا زرع 20 هكتارا فقط من الذرة ليتم بعدها تعميم العملية على مستوى الولاية التي يوجد بها 380 مربيا للأبقار الحلوب والتي من شأنها حل الكثير من المشاكل المرتبطة بتوفير العلف، خاصة في أوقات الجفاف التي تهدد المحصول والمنتوج على حد سواء.