يحيي الشعب الصحراوي اليوم، الذكرى ال40 لاندلاع الكفاح المسلح لاسترجاع أرضه المغتصبة، بتنظيم فعاليات واستعراضات فنية وعسكرية بمنطقة تيفاريتي المحررة. ويأتي إحياء الذكرى الأربعين لانطلاق الكفاح المسلح، بعد عشرة أيام من إحياء الصحراويين للذكرى الأربعين لتأسيس جبهة البوليزاريو في العاشر ماي 1973، والتي أخذت على عاتقها مسؤولية تحرير الصحراء الغربية. وكانت جبهة البوليزاريو أعطت إشارة انطلاق الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسباني في 20 ماي 1973، ثم ثارت فيما بعد على الاتفاقية الثلاثية بين الرباط ومدريد ونواقشوط لاقتسام الصحراء الغربية عام 1975، التي مهدت الطريق لنظام المخزن باحتلال المدن الصحراوية في أكبر عملية استيطانية يعرفها القرن الماضي. ولتؤكد تمسك الشعب الصحراوي بأرضه، تم تأسيس عام 1976 الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، ليأتي اعتراف اللائحة 34/37 المصادق عليها من قبل الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة في 21 نوفمبر 1979 بجبهة البوليزاريو "كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي". وصادق مجلس الأمن الدولي يوم 25 أفريل الماضي على القرار رقم 2099 حول الصحراء الغربية، جدد فيه دعوته إلى "حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان، يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره"، مشيرا إلى "أهمية تحسين وضعية حقوق الإنسان" في الأراضي المحتلة من قبل المغرب. ومن المقرر، أن يشارك في هذه الاحتفالات ممثلو عدة دول ومنظمات حكومية وغير حكومية وأحزاب سياسية وجمعيات تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وتدعم كفاحها المشروع من أجل الاستقلال، كما سيشارك برلمانيون ومناضلون في مجال حقوق الإنسان وصحفيون من عدة جنسيات. وبالتزامن مع إحياء هذه الذكرى، عبر مسؤولون ألمان عن اهتمامهم الكبير بضرورة إيجاد حل لنزاع الصحراء الغربية، في إطار قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، التي تضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره. وتطرق المسؤولون الألمان بالعاصمة برلين إلى الوضع في الصحراء الغربية، و«ضرورة" احترام حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من طرف المغرب خلال لقاء عقدوه مع مسؤول لجنة تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية محمد خداد، الذي قام بزيارة لهذا البلد من 14 إلى 17 ماي. وتطرق المسؤول الصحراوي خلال لقائه مسؤولين ألمان بمقر وزارة الخارجية الألمانية إلى حملات القمع الممنهج الذي تمارسه قوات الاحتلال المغربي في حق صحراويي المدن المحتلة، إضافة إلى وضعية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية وتجاوزات القوات المغربية. والتقى المسؤول الصحراوي الذي تم استقباله في البرلمان الألماني من قبل أعضاء لجان الشؤون الخارجية والتنمية وحقوق الإنسان أيضا، بممثلي القوى السياسية الألمانية، لاسيما الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب الخضر. وفي سياق اتساع رقعة التضامن الدولي مع القضية الصحراوية، أكد المنسق العام لحزب اليسار الموحد الإسباني موقف حزبه "المؤيد" لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، مستهجنا موقف الحكومات الإسبانية المتعاقبة من القضية الصحراوية. وقال كايو لارا خلال أشغال المؤتمر ال13 للحزب المنعقد بداية الأسبوع، أن موقف هذه الحكومات " أصبح خاضعا للابتزاز المغربي بغض النظر عن لون الحكومة سواء كانت يمينية أو اشتراكية". مذكرا في ذات السياق، ب«تعهدات" فيليبي غونزاليس رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق في خطابه أمام الجماهير الصحراوية، بالوقوف إلى جانب قضيتهم ولكنه نكث عهده. من جانبه، أكد خوسي أنطونيو بوخانتي المنسق الجهوي لحزب اليسار الموحد والخضر على "الموقف الثابت والداعم" للجمهورية الصحراوية، من أجل استعادة كامل سيادتها على ترابها الوطني. وأمام تصاعد موجة الإدانة ضد السلطات المغربية، تحاول هذه الأخيرة التملّص من مسؤولياتها، من خلال رفضها الاتهامات التي وجهتها منظمات دولية حقوقية، على غرار منظمة العفو الدولية بتعذيب ستة معتقلين صحراوين من مدينة العيونالمحتلة. وكانت العفو الدولية قد أكدت تعرض ستة صحراويين تم اعتقالهم، على إثر المظاهرات المطالبة بتقرير المصير التي شهدتها المدن المحتلة مؤخرا، إلى عمليات تعذيب مختلفة تم خلالها أخذ اعترافات كاذبة لهم، ليتهموا بتهم ملفقة بالاعتداء على القوات النظامية وتخريب الأملاك العامة.