تستقبل مصلحة التسممات بمستشفى باب الوادي بعض حالات التسمم الناجمة عن تعاطي جرعة إضافية من أي مخدر، وبالنتيجة يقصد المدمن المصلحة لطلب العون بعد أن يبلغ مرحلة اليأس لشدة الألم، ولمعرفة حصيلة التسممات الناجمة عن المخدرات قام الدكتور شكري رفقة الطاقم الطبي العامل معه، بإجراء دراسة إحصائية عرضها في اليوم البرلماني حول المخدرات المنعقد مؤخرا بالعاصمة. قال الدكتور شكري ل ”المساء” إن مركز مكافحة السموم التابع لمصلحة مخبر التسمم بمستشفى باب الوادي، يتولى الإجابة عن استفسارات المواطنين والأطباء وتقديم المعلومات لهم حول علاج السموم. وعلى العموم، فإن 80 بالمائة من المكالمات الهاتفية حول التسممات تصل من الأطباء للاستفسار حسب كل نوع ومادة المخدر التي وقع بسببها التسمم، كما تقدم المصلحة الإجراءات الوقائية للتعامل مع مختلف الحالات. وأضاف: ”عملنا يعتمد أيضا على التحاليل المخبرية التي يطلبها منّا الأطباء. وفي الآونة الأخيرة فكّرنا في إجراء دراسة إحصائية لخمس سنوات حول حالات التسمم الواردة على المخبر، وحصرناها في التسممات التي تؤدي إلى الانتحار من خلال المخدرات، فتَبيّن لنا أن هناك نسبة مئوية معتبرة لحالات تسمم ناجمة عن تعاطي المخدرات أو المهلوسات، وهم عموما لمدمنين يقصدون مصلحة الاستعجال بعد أن يزيدوا الجرعة المخدّرة للحصول على نشوة أكبر، وفي النتيجة يصابون بحالات تسمم قاتلة، وعند حديثهم إلى الأطباء يقولون إنهم مصابون بتسمم ويخفون حقيقة ما يتناولونه”. وحسب المتحدث، قُدّر عدد الحالات المسممة الناجمة عن الإدمان في الفترة ما بين 2002 و2007 بحوالي 100 إلى 120 حالة؛ أي بمعدل 10 بالمائة على المستوى الوطني. وعموما، لا يمكن القول أن النسبة كبيرة أو قليلة؛ لأن الهدف من إجراء هذه الإحصائيات، حسب الدكتور، الوصول إلى معرفة ما يتناوله هؤلاء ويؤدي بهم إلى تسممات قاتلة. وفيما يخص الأسباب التي تجعلهم يقصدون مصلحة الاستعجالات لطلب المساعدة فهي تختلف بين الخطأ في تقدير الجرعة وخلط بعض المواد المخدرة مع بعضها البعض، الأمر الذي يؤدي إلى التسمم خاصة إن لم يكن الشخص متعوّدا على تلك المواد. أغلب المواد التي يتعاطاها المدمنون، يقول الدكتور شكري، من العائلة الكيميائية لبانزوبيلين، نذكر منها ”ريفوتريل” و«ليزونكسيا”، وفي الدرجة الثانية نجد الأدوية المركَّبة، مثلا ”الباراسيتامول” مع مواد مخدّرة تباع اليوم بطريقة غير منظمة؛ فأَيّاً كان بإمكانه اقتناؤها، وبخلطها مع أقراص ”الباراسيتامول” يصل المدمن إلى مرحلة النشوة، ومن ثمة الإدمان عليها. وطالب الدكتور شكري أن تتّبع الجهات الوصية استراتيجية جديدة لمراقبة بعض الأدوية التي تباع في الصيدليات، لا سيما منها الأقراص بمختلف أنواعها المهدّئة، وأن يتم تفعيل النصوص القانونية التي تحكمها، على غرار الحبوب المهلوسة التي تقدَّم من طرف بعض الأخصائيين حتى لا يتسنى للأشخاص المدمنين اقتناؤها، لا سيما أن الإكثار من بعضها على غرار أقراص ”دوليبران”، يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض على غرار التهاب الكبد.